فكّرْ وقَبْل النَّشْرِ في المَسْطور ِ
وانْظُرْ وقَبل السّيرِ في المَحْذور ِ !
واكْتُبْ بِحرْفٍ في الحياةِ لِمَيِّتٍ
فَلَعَلَّهُ يَحْيا بِبَعضِ شُعور ِ !
وارْحَلْ بِنَفْسِكَ في الصُّعودِ لِغايَةٍ
فيها الأمانُ لِشاكِرٍ مَشْكور ِ !
فالشُّكْرُ مِنْ عِنْدِ الشّكورِ لِعَبْدِهِ
عَنْ صَبْرِهِ ، في يومِهِ المَعْسور ِ !
لا تَمْشِ في أرْضِ الإلهِ لِمَفْسَدٍ
مُتمايِلاً في الحالِ كالمَخْمور ِ !
فاللهُ أعْطاكَ المَسيرَ بِقائِمٍ
فاجْعَلْ مَسيرَكَ طاهِراً لِطَهور ِ !
واللهُ أعْطاكَ اليَدينَ لِغايَةٍ
تَبْني لِبيتٍ ساتِرٍ مَعْمور ِ !
وتكونُ عَوناً في الجهادِ مُدافِعاً
فيها السِّلاحُ بِساتِرٍ وثُغور ِ !
واللهُ أعْطاكَ اللسانَ فَصاحَةً
فيهِ البيانُ بِحَرْفِكَ المَنْثور ِ !
حتى لِتَشْرَحَ هادِفاً في فِكْرَةٍ
فيها الحياةَ لِمَيِّتٍ مَغْمور ِ !
دبِّرْ أموركَ كاللبيبِ لترتقي
في ظلِّ أمْنٍ ساتِرٍ مَسْتور ِ !
وَتَجَنَّبِ اللهو المُطَرَّزِ بالمُنى
واكْبَحْ أماني النّفْس بالتحْذير ِ !
فاللهُ أعْطاكَ الُّلبابَ لِترْتَقي
فوقَ الدّوابِ بِعقلِكِ المَفْطور ِ !
وتغُضُّ عنْ ما قدْ يُسيءُ لِصَفْحَةٍ
فيها الحِسابُ لِفِعْلِكَ المَمْهور ِ !
لا يَنْفَعُ الطّبْعُ البئيسُ لِناثِرٍ
إنْ كانَ يَحْوي لِلهوى المَسْعور ِ !