(المستقلة)..اختزل الزعماء العرب قمتهم الخامسة والعشرين، حيث أعلن الثلاثاء أنها ستختتم في وقت لاحق اليوم لتكون أقصر قمة في تاريخ الجامعة العربية. وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، إنه تقرر تقليص مدة انعقاد القمة العربية التي افتتحت اليوم بالكويت إلى يوم واحد، بدلاً من يومين. وأوضح الجارالله أنه سيتم الإعلان عن البيان الختامي للقمة مساء اليوم. وتؤكد جميع الشواهد على أن السبب الرئيسي وراء تقليص مدة القمة يعود بالأساس إلى حالة الانقسام غير المسبوقة التي يعيشها العالم العربي على وقع ثورات الربيع التي نقلت المنطقة من خانة الخلافات المكتومة تحت السطح إلى خانة الانفجارات الصاخبة والصراعات المعلنة. ولم تكن خطوة سحب السفراء من الدوحة سوى أحد مظاهر التحديات العنيفة التي تواجهها فكرة التضامن العربي على نحو لم يعد يجدي معه دبلوماسية “تبويس اللحى “. وبحسب مصادر دبلوماسية فإن دولة الكويت المضيفة وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه، فهي تحاول الوقوف على الحياد في هذه الأزمة التي تلقي بظلالها على جدول أعمال القمة، لكنها من ناحية لن تستطيع تجاهل الغضب المصري السعودي الإماراتي تجاه الإخوان طويلا، كما أنها من ناحية أخرى لا ترغب في أن تغامر بإحداث قلاقل واضطرابات هي في غنى عنها إذا ما اتخذت خطوات عنيفة تجاه الجماعة التي تحظى بنفوذ على أراضيها. بدء أعمال القمة وبدأت القمة ظهر الثلاثاء بتسليم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئاسة الدورة إلى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت. وقال تميم بن حمد، خلال تسليم رئاسة الدورة إن بلاده “نؤكد على علاقة الأخوة التي تجمعنا بمصر الشقيقة الكبرى ونؤيد تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار وتحقيق الآمال والتطلعات التي يصبوا إليها، ونتمنى أن يتحقق ذلك عن طريق الحوار الشامل”. وأضاف في كلمته بافتتاح القمة العربية بالكويت أن “التحولات الواسعة التي عاشتها المنطقة العربية خلال الثلاث سنوات الماضية أنعشت أمال الشعوب العربية بمستقبل أفضل تستحقه وجددت الطموحات نحو غد أفضل، وإن كان البعض قد تعثر في الوصول إلى المأمول بسبب انسداد الأفق وعدم الاستقرار السياسي فإننا على ثقة بأنهم سيتمكنون من تحقيق ذلك عبر العمل والحوار الجاد والشامل لكل الأطراف”. وقال “نبارك للإخوة في تونس إنجازهم الدستور، واليمن علي حكمتهم في طريق الخيار الديمقراطي، ونثمن ما حققه السودان الشقيق في إرساء السلام في دارفور”. وأكد أمير قطر علي إدانة بلاده للإرهاب وضرب المنشات لأغراض سياسية، لكنه أردف قائلا “كما لا يجوز أيضا ضرب المخالفين في الرأي أو اعتقالهم”. السعودية تدعو لدعم الائتلاف دعا ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الثلاثاء إلى تغيير ميزان القوى على الأرض في الصراع السوري مضيفا أن الأزمة هناك وصلت إلى أبعاد كارثية. ودعا خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية إلى ضرورة دعم مقاتلي المعارضة السورية الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وأبدى استغرابه لعدم منح وفد الائتلاف المعارض مقعد سوريا في القمة العربية. الجربا يطالب بتسليم سفارات سوريا للائتلاف دعا أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض القمة العربية المنعقدة في الكويت الثلاثاء إلى تسليم مقعد سوريا في جامعة الدول العربية وسفارات سوريا في العواصم العربية للائتلاف المعارض. وقال الجربا في كلمته أمام القمة العربية “إن إبقاء مقعد سوريا بينكم فارغا يبعث برسالة بالغة الوضوح إلى الأسد الذي يترجمها على قاعدة اقتل اقتل والمقعد ينتظرك بهد أن تحسم حربك” في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وأضاف الجربا “الواقع بات يفرض أن تسلم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني بعد أن فقد النظام شرعيته ولم يعد للسوريين من يرعى مصالحهم في العواصم العربية”. وشكل شغل مقعد سوريا في القمة العربية إحدى المشكلات الكبرى في الأعمال التحضيرية للقمة العربية المنعقدة حاليا في الكويت. نبيل العربي: أهنئ منصور وتميم وأشكر الصباح.. وأحيي أوباما وقدم نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، التهنئة لكل من المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المصرية المؤقت، وتميم بن حمد، أمير قطر، لحضورهما الأول في فعاليات القمة العربية التي تقام حاليا بالكويت. كما قدم العربي خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية المنعقد بالكويت الشكر لدولة قطر لما بذلته خلال رئاستها للدورة الرابعة والعشرين للقمة مهنئا مصر بتنظيم الدور المقبلة، كما شكر الكويت على أجهود استضافتها. وعن القضية الفلسطينية قال العربي إن إسرائيل تعرقل عملية السلام لدرجة إن الإدارة الأمريكية ممثلة في الرئيس أوباما قالت صراحة إن إسرائيل بعرقلتها لمساعي عملية السلام سيؤدي لا محالة إلى عزلة إسرائيل دوليا. وأضاف أن الإدارة الأمريكية هوجمت بشكل حاد بسبب هذا التصريح، ونحن نحيي هذا الموقف الشجاع من أمريكا وننتظر خطوات جادة في اتجاه دعم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، وطالب العربي جميع قادة الدولة العربية بتكثيف جهودهم بشتى الطرق لدعم القضية الفلسطينية وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية. كما طالب العربي بضرورة التكاتف لإيجاد حل للأزمة السورية لوقف معاناة الشعب السوري، وطالب بضرورة التوصل إلى مقاربة بين طرفي النزاع في سوريا لإيجاد حل حقيقي، كما طالب الائتلاف السوري بتوحيد صفوفه. وأكد العربي أن ظاهرة الإرهاب تهدد دول المنطقة كاملة بلا استثناء، مما يتطلب إجراءات حاسمة لاجتثاث هذا الإرهاب من جذوره، مشيرا إلى أن المواجهة لا ينبغي أن تكون أمنية فقط بل فكرية وسياسية والقضاء على الأطراف المحركة للإرهاب. وطالب الدول العربية بتقديم الدعم اللازم لليبيا لتحقيق استقرارها والقضاء على الخلاف، وأعرب عن التضامن مع لبنان والترحيب بالحكومة اللبنانية الجديد والتأكيد على الدعم الكامل لها، وأكد على دعم مصر والعراق والأردن في استضافتهم للاجئين السوريين وما يمثله ذلك من ضغط عليهم. الكويت تدعم مصر من جانبه، قال الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت أن بلاده تؤكد دعمها للأشقاء في مصر لتنفيذ خارطة الطريق بما يحقق الاستقرار والازدهار لهذا البلد العزيز ليعود للقيام بدوره الرائد والقائد تجاه قضايا الأمة العربية. وأضاف في كلمته بافتتاح القمة العربية بالكويت التي تسلم رئاسة دورتها الحالية من أمير قطر “نتمنى للإخوة في مصر التوفيق في تحقيق تطلعات شعبهم الشقيق في الاستقرار والازدهار”.

أكثر...