هناك فرق كبير بين تكيس المبيض ووجود أورام عليه، فتكيس المبيض يعنى وجود عدد من البويضات صغيرة الحجم "لا يتعدى حجم الواحدة منها 10 مم" منتشرة تحت الغلاف الخارجى للمبيضين، وهذه الظاهرة مرتبطة باضطراب الهرمونات التى يفرزها المبيض.

وتقول دكتورة هويدا حسانين استشارى جراحة نساء وتوليد، إن أكثر أعراض تكيس المبايض شيوعا هى البدانة، وتأخر الحمل، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب فى الدورة والتبويض أيضا، وعدم القدرة على الإنجاب، وظهور شعر زائد, وزيادة دهنية البشرة، ولكن ليس من علامات التبويض نزول الدم على شكل أنسجة قبل الدورة بيومين، فالتبويض يحدث قبل نزول الدورة بأسبوعين تقريبًا، وهذا يعتبر من علامات التكيس، واضطراب الدورة أو قلّتها، وجدير بالذكر، ان الوقت الذى يحدث فيه التبويض هو فى الغالب من اليوم العاشر من بدء نزول دم الدورة إلى اليوم السابع عشر, وقد يختلف من امرأة لأخرى حسب "دورتها الشهرية"، وأى تكيس للمبيض لابد أن يرفع فى نسبة هرمون التستوستيرون الذكرى (هرمون الذكورة)، وترى دكتورة هويدا، انه قد يحدث حمل فى بعض الحالات، وفى الغالب يكون ضعيف، وقد يسقط، وقد يتكرر الإسقاط، فى حالة عدم أخذ علاج.

وتشير دكتورة هويدا، الى إن تكيس المبايض يعتبر من أكثر حالات اختلال الهرمونات شيوعا فى السيدات، ولكن السبب الرئيسى غير معروف، وهناك عدة عوامل تؤدى إليه، فالبعض يرى أن المشكلة فى الغدة النخامية Pituitary gland، حيث إن هناك زيادة فى هورمون إل أتش LH يؤدى لانخفاض فى هرمون الاستروجين الذى يجعل للأكياس الموجودة فى المبيض استجابة عشوائية وغير منتظمة، ويرى آخرون أن المشكلة تقع داخل المبيض، حيث قد لا يستجيب لهرمونات الغدة النخامية بشكل مناسب كما فى المبايض الطبيعية، وهناك فريق ثالث يرى أن المشكلة تقع فى الغدة الكظرية (الجاركلوية)، حيث إنها تنتج كمية كبيرة من الهرمونات الذكرية كهرمون DHEAS الذى يؤدى لتكيس المبايض، وهناك نظرية جديدة تقول إن قلة إفراز هرمون دوبامين Dopamine فى المراكز العليا فى المخ، يؤثر على الغدة النخامية.

وتوضح دكتورة هويدا، أن تشخيص المرض يكون بملاحظة قلة أو ندرة الدورة الشهرية، وبمشاهدة الشكل المميز للمبايض بالأشعة فوق الصوتية (الإلتراساوند Ultrasound)، وبفحص المبايض يظهر أن هناك عددا كبيرا من الأكياس المحتوية على بويضات جاهزة للتبييض فى كل دورة شهرية، ولكن المفروض أن كيسا واحدا كل دورة ينمو وينتج بويضة ناضجة كل شهر، ولكن ما يحدث أن عددا كبيرا من الأكياس تنمو فى وقت واحد، ثم يتوقف نموها جميعا فى منتصف الطريق، وبالتالى لاتصل للحجم المناسب وقد لا يحدث حمل، وتظهر هذه الأكياس بالأشعة الصوتية كحبات عقد اللؤلؤ، ويتم التشخيص بمراجعة مختص أمراض نساء وتوليد، ويتم تشخيص "تكيس المبايض" عن طريق فحص المبايض بجهاز الموجات فوق الصوتية، وعمل قياس لمستوى هرمون الأنسولين فى الدم، وعمل تحليل للهرمونات الأنثوية فى اليوم الثانى أو الثالث من تاريخ نزول الدورة خاصة لهرمونى الـFSH والـ LH، أو عمل تحليل لنسبة هرمون الذكورة testosterone، أو عمل تحليل لوظائف الغدة الدرقية TSH؛ لأن قصورها يسبب ارتفاعا فى هرمون الحليب "البرولاكتين" PROLACTINE ويسبب عدم انتظام الدورة؛ ولذلك لابد من عمل هذا التحليل، تحسبا من أن يكون خلل وظائف الغدة الدرقية هو المسبب لظهور أعراض مشابهة لأعراض تكيس المبايض.

وتؤكد د هويدا، أن علاج "تكيس المبايض" يتركز الجزء الرئيسى منه على المريضة نفسها، حيث إن معظم المريضات يعانين من سمنة، وقد تكون مفرطة، لذا فإن إنقاص الوزن يؤدى إلى انتظام الهرمونات وقد يؤدى لحمل مع العلاج البسيط، ويعتمد علاج "تكيس المبايض" على وضع المريضة، فإذا كانت غير متزوجة أو لا ترغب فى الحمل فإن العلاج يكون بأخذ حبوب منع الحمل مع دواء مخفض لهرمون الذكورة وكذلك للسيدات اللاتى تعانين من زيادة الشعر فى الوجه وفى الجسم بصفة عامة، أما بالنسبة للسيدات اللاتى ترغبن فى الحمل فيتم استخدام بعض الأدوية، وتكون عبارة عن الهرمونات المفرزة من الغدة النخامية التى تقوم بتنشيط المبايض وتعطى بصفة يومية فى اليوم الثانى من الدورة حتى تصل الجربيات إلى الحجم والعدد المناسب، وأنواع أخرى من العقاقير التى تساعد على نضوج البويضة حتى يصل الجريب إلى مرحلة الانفجار، وقد تؤدى بعض الأدوية إلى مضاعفات خطيرة لذا لابد أن تعطى من قبل استشارى متخصص، وأيضا أدوية السكرى لتنشيط المبايض وخاصة فى حالة مقاومة الخلايا للأنسولين.

وتشير دكتورة هويدا، إلى أنه يمكن علاج التكيس جراحيا، حيث يتم استئصال جزء من كل مبيض بما يعادل الثلث، وهذه العملية فعالة فى استعادة التبويض، ولكنها تعتبر من العمليات القديمة فى التاريخ الطبى، لأنه عادة ما يحدث بعدها التصاقات حول قنوات فالوب قد تمنع الحمل، أو عن طريق كى المبايض بالمنظار الجراحى، وتستخدم هذه العملية فى حالة فشل العلاج بالأدوية فى مرضى متلازمة تكيس المبايض، ولا تحتاج المريضة بعدها إلى متابعة التبويض بالأشعة، وينصح بها لمن يحصل عندهن استثارة فى المبايض"، ويتم كى المبايض بالمنظار الطبى عن طريق البطن بواسطة الليزر أو التيار الكهربائى ولا فرق فى النتائج بينهما، حيث إن 80% من السيدات يحصل لديهن تبويض ذاتى بعد هذه العملية، كما يمكن علاج تكيس المبايض بواسطة أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعى أو الحقن المجهرى، وينصح به فى حالة وجود ضعف فى عدد الحيوانات المنوية أو فى حركتها عند الزوج، أوفى حالة ارتفاع نسبة الحيوانات المنوية المشوهة فى السائل المنوى لديه.



أكثر...