يقول الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى وعلاج الإدمان، لا قلق على من يستخدم عقله ويفكر خطأ، حتى وإن لم يوفق لحسن التفكير أو حتى أساء التصرف، لأنه بالاستمرار فى التفكير والمحاولة سيصل حتماً للنضج الفكرى والرشد فى تصرفاته، أما المشكلة تكمن فيمن لا يفكر حتى وإن كانت تصرفاته سليمة، لأنها ستكون تافهة بالنسبة لمن حوله متأثرا بهم إن أحسنوا أحسن معهم وإن أساءوا فإذا به هو أيضاً يسىء.

وعن أعمال العقل البشرى قال هارون، إن ما يسمى بالرسائل الدماغية والتى يرسلها العقل الباطن آلاف المرات يوميا، هى التى تحدد نهج حياتنا التى نعيشها، وترسم بخيال الشخص صورة عن نفسه ومن حوله، فتنعكس هذه الصورة على سلوكه وتصرفاته، لأن الأعضاء والملكات كلها تستجيب لهذه الصورة سواء كانت إيجابية أو سلبية، فيجب الانتباه جيداً لأفكارنا عن أنفسنا وعن الآخرين الذين نعيش معهم وعدم الاستهانة بقوة وخطورة العقل الباطن.

وتابع هارون، المعادلة بسيطة "أفكارك تساوى حياتك" أولا عن نفسك، تحدد نجاحك وتميزك أو فشلك، ثانيا عن غيرك، تقييم تقدمك بينهم أو تأخرك عنهم، ثالثا عن مستقبلك، مدى احتوائك للتفاؤل أو انحيازك للتشاؤم، فعليك بالحذر من الأفكار الذى يتبناها عقلك عن هؤلاء الثلاث، فإما تأتى بهم النجاة أو يكونوا سببا فى هلاكك.

وأكد هارون، أن ليس كل ما عليك هو التفكير وحسب حتى وإن لم تحسنه، لأن الإنسان المفكر الذى لا يعبر عن أفكاره ويستطيع ترجمتها عملياً، فى الواقع يتساوى مع الذين يعجزون عن التفكير أصلا، مشيرا إلى أن ما يميزك عن التابعين هو الإفصاح عمليا عن أفكارك دون الاهتمام، فهل سيقبلها الآخر أم يرفضها، فقط لا تخف وعبر عن نفسك بثقة، وكن أنت ولا تكن أحدا سواك.



أكثر...