امرأة ستينية لم يغلبها المجتمع ولم تقيدها عاداته وتقاليده منذ 30 عامًا، عندما قررت أن تحمل الكاميرا لأول مرة، وتعمل كأول مصورة حرة غير تابعة لجهة معينة، تصول وتجول شوارع مصر بحثا عن لقطة جديدة أو توثيق ذكرى لن تتكرر، ولم تضع بحسبانها ثرثرة الآخرين، وحتى الآن لم تغلبها شيخوختها، ولم يقف مرضها حائلاً بينها وبين المهنة التى عشقتها والتى مازالت تدفعها للتجول ليل نهار فى شوارع المحروسة بحثًا عن اللقطة الحلوة.

"جات لى فرص كتير أكون مصورة جرايد ومجلات لكنى رفضت، ربنا خلقنى حرة وقررت احتفظ بحريتى وممشيش تحت جناح حد"، هكذا بدأت "أم عزة" حديثها لـ"اليوم السابع" ساردة الظروف التى دفعتها إلى العمل كمصورة منذ 30 عامًا "ضاقت الظروف على أسرتى وقررت أنزل واشتغل أى مهنة برزق حلال، وفعلا اشتغلت أكتر من حاجة، بائعة فى محل، جليسة أطفال فى حضانة وغيرهما من المهن اللى ماكنتش بقدر استمر فيها أكثر من أسبوعين".

وتابعت: "علشان كده قررت اشتغل اللى بحبه، رغم اعتراض أهلى وكل المحيطين بى، وشلت كاميرتى ونزلت الشوارع أصور أفراح وأعياد ميلاد ومناسبات، حتى تطور الموضوع وبدأت أصور حوادث أو لقطات إخبارية وأرسلها للجرائد والمجالات، واشتغلت وربيت ولادى من لقمة حلال وهتفضل كاميرتى فى إيدى لحد آخر نفس".

واستطردت "أما عن المواقف الصعبة التى تعرضت لها كأول سيدة مصورة تقول "اتعرضت لمشاكل كتير سواء فى الأفراح وعدم تقبل الناس فكرة ست مصورة، أو حتى فى اللقطات الخطيرة الخاصة بالجرائد من زملائى المصورين الرجال اللى كانوا بيستهتروا بيا على الرغم من إنى تفوقت عليهم فى كتير من الأحيان".

وأكملت بحزم: "لكن عمر ما كلام حد هزنى وصممت على رأيى، ونجحت فى مهنتى وفتحت باب لمصورات كتير من بعدى أنهم يمتهنوا التصوير ويتقبلهم المجتمع، علشان كده بنصح كل بنت وست تعمل اللى بتحبه طالما لا هو عيب ولا حرام".

كاميرا "أم عزة" تخلد المناسبات وترصد الأحداث منذ 30 عاماً 1 (1).jpg

كاميرا "أم عزة" تخلد المناسبات وترصد الأحداث منذ 30 عاماً 1 (2).jpg



أكثر...