رغم حالة الزخم المستمرة فى الشارع التونسى ضد الحكومة التونسية، أظهر استطلاع للرأى، أنجزته مؤسسة "3 س للدراسات"، عبّر نصف التونسيين عن مساندتهم لرئيس الحكومة الحالى مهدى جمعة، الذى خلف الإسلامى على العريض، على رأس حكومة كفاءات مستقلة.

وقدرت نسبة المؤيدين لجمعة بـ46.4%، مقابل 9.11% من المستجوبين ضده، فى حين احتفظ 41.7% بآرائهم وهى نسبة هامة، وتعكس الضبابية التى تميز المشهد التونسى.

وفى تعليق على نتائج هذا الاستطلاع، قال المحلل السياسى منذر ثابت فى تصريح لـ"العربية.نت"، "إن غالبية التونسيين لا تثق فى الأحزاب السياسية، بل إنها تعتبرها تعطى أولوية مطلقة للصراع على السلطة عوضاً عن تقديم حلول لمشاكل البلاد وإنقاذها من المخاطر العديدة التى تواجهها فى هذه المرحلة الانتقالية.

وأضاف ثابت: "إن الحكم على جمعة سيبقى مرهوناً بالإصلاحات التى سيدخلها، وخاصة فى البعدين الاجتماعى والاقتصادى، لأن الناس فى حاجة إلى من يخدمهم لا إلى من يحاول كسب ودهم بخطابات سياسية دون جدوى ولا تأثير مباشر على أوضاعهم المعيشية".

كما أكد ذات الاستطلاع على تقدم حزب حركة النهضة الإسلامى فى نوايا التصويت فى صورة إجراء انتخابات تشريعية خلال هذه الفترة، حيث حاز الحزب الإسلامى نسبة 31.6% تليه حركة نداء تونس 27.2%، واللافت أن 45.9% من المستجوبين صرحوا بأنهم لم يقرّروا بعد لمن سيصوّتون.

أما نوايا التصويت للرئاسيات فقد حاز الباجى قائد السبسى رئيس حزب نداء تونس على المرتبة الأولى بنسبة 11.2%، وجاء فى المركز الثانى الأستاذ الجامعى قيس سعيّد بـ4.6% وتحصل الرئيس الحالى منصف المرزوقى على المركز الثالث بنسبة 2.3%.

من جهة أخرى، قال 56.7% إنهم لا يشعرون بالندم على مشاركتهم فى إسقاط نظام بن على، مقابل 35.2% عبروا عن ندمهم، وأرجعوا هذا إلى تردى الأوضاع الأمنية وتراجع مستوى المعيشة وغياب رؤية واضحة للمستقبل.

يذكر أن مهدى جمعة كان قد تعهد بعدم الترشح للانتخابات القادمة، لكن برزت أصوات خلال الفترة الأخيرة تلمح لإمكانية بقائه بعد الانتخابات، وهو ما أشار إليه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، حينما أكد فى تصريح صحافى أنه من الوارد الإبقاء على جمعة إذا ما حقق نتائج خلال فترة إدارته للبلاد.



أكثر...