المساء أثقل من المعتاد، لزج كلعاب كلب ظامئ، والسيارة تقطع الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية بكسل بليد، والملل يستوطن خلايا القلب خلية خلية، لولا أن موسيقى السائق ذى الذوق الرفيع، الذى يشاطرنى هوى استثنائيًا بألحان بليغ حمدى، وصوت أم كلثوم، تخفف بعض الشيء من الضجر بدرب أقطعه أسبوعيًا نحو مسقط رأسى.السائق الخمسينى، يردد مع الموسيقى بصوت خشن كمزلاج باب يعلوه الصدأ كلمات "سيرة الحب"، لكنه كان منفعلاً بالكلمات يُمزمز مخارج الألفاظ مزمزةً، فأشاع أداؤه العفوى فى نفسى شجنًا مؤلمًا حلوًا فى آن.إلى جوارى، يجلس عشرينى نحيف مديد القامة أسمر البشرة، وعلى عينيه ضمادة طبية.. ...

أكثر...