انتقدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى افتتاحيتها الموقف الغربى من الصراع المستمر فى سوريا، ووصفت سياسته إزاءه بأنها كانت انتهازية ومؤذية.

وقالت الصحيفة فى مستهل افتتاحيتها، إن احتمال أن يحصل بشار الأسد، هذا القائد الكارثى الملطخة يداه بالدماء، على تفويض ديمقراطى بحكم سوريا سبع سنوات أخرى من خلال الانتخابات، مروع بقدر ما هو سريالى. فقد تنبأ الأسد مؤخرا بأن التمرد ضد نظامه سيخمد بحلول عام 2015. وكانت كلماته تنضح بالوقاحة، فأيا كان ما سيحدث بين الآن والموعد الذى ذكره، فإن سوريا ستظل ضائعة ومنقسمة وفريسة للعنف وليست فى حالة تسمح بإجراء انتخابات، حتى فى ظل احتمال أن يمنح الأسد شعبه فجأة حق اختيار قائده.

وأضافت الصحيفة: بينما لم يعد العذاب المستمر فى سوريا له أولوية فى الغرب، فإن حيقيقة أن زعماءه غضوا أبصارهم عن التمرد الطائفى الذى أحرجهم، لا يعنى أن القتل والمعاناة قد انتهيا.

فرغم تعزيز قوات الأسد لسيطرتها على دمشق ووسط وغرب البلاد، إلا أن سوريا لم تسيطر على أماكن يمكن أن تصبح مستقلة. فالمعارضون للأسد يتشبثون بجيوب تقع فى خلف الخطوط الحكومية، بدءا من مدينة حمص حتى مخيم اليرموك للاجئين قرب دمشق، حيث لا توجد نهاية فى الأفق لبؤس الآلاف المحاصرين بداخله.

ومع تلاشى اهتمام الغرب بسوريا، تتابع الافتتاحية، فإن هجمات النظام على تلك الجيوب قد زادت وأصبحت أكثر عنفا.. هناك مدرسة فى التفكير ترى أن السوريين يجب أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم. فإذا كانت الحرب الأهلية لا تزال محتدمة، فيجب يجب أن تترك لتحرق نفسها، كما يؤمن هؤلاء. لكن ما يميل مؤيدو هذا الفكر إلى تجاهله هو أن الحكومات فى الغرب وحلفاءهم فى دول الشرق الأوسط السنية، وفى مقدمتهم السعودية، يحثون المعارضة على النهوض فى المقام الأول ليس بالكلام ولكن بتدفق كبير للأسلحة.

وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأن الطريقة التى نفض بها الغرب يديه من سوريا، وقرار قادته أنهم لم يعودوا راضين عن المعارضة مثيرة للسخرية، لأن أعدادا لا تحصى من الناس الذين ليست لهم علاقة بالقاعدة أو الجماعات التابعة لها تظل محاصرة فى ثورة تم سحب البساط من تحت قدميها، ولا يستطيعون الفرار الآن لأنه لا يوجد طريق للمضى للأمام أو العودة إلى الخلف.

ودعت الإندبندنت قادة الغرب إلى التفكير مليا فى سوريا، وقالت صحيح آن الأوان قد فات، لكن عليهم أن يظهروا شعورا بالإلحاح بشأن إحياء محادثات السلام بين الأطراف المتنازعة. وربما لا يكونوا قادرين على وقف الحرب فى سوريا، لكن يمكن ألا يدعى أن الحرب لم تعد قائمة.



أكثر...