قال وزير الخارجية البريطانى وليام هيج إن عملية الانتقال الناجحة تتطلب قيادة قوية فى اليمن، مطالبا بحرمان تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية من أى ملاذ يمكنه الاختباء وراءه.

جاء ذلك خلال كلمة وزير الخارجية البريطانى فى اجتماع أصدقاء اليمن، الذى استضافته لندن اليوم.

وقال هيج "لقد حققنا الكثير طوال السنوات الأربع الماضية. وعملنا بالتعاون الوثيق بيننا لبناء الاستقرار ومكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية فى اليمن، وأود أن أتوجه بالشكر لكافة الدول والمنظمات الممثلة هنا اليوم لدعمها الثابت وسخائها."

وأضاف "لقد وصلنا الآن إلى مرحلة فاصلة فى عملية الانتقال تلك. فكما يعلم جميع الحاضرين هنا، المؤتمر الحوار الوطنى فى اليمن قد اختتم، وتم تشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجاته، وجارى العمل على صياغة دستور جديد يضع أسس مستقبل ديموقراطى وآمن ومزدهر نتمناه جميعنا لليمن ولشعبه."

وأوضح وليام هيج "لكننا ندرك تماما كذلك التحديات الهائلة التى مازالت أمام اليمن. فمازال تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية يمثل تهديدا داخل اليمن وللعالم على حد سواء، بينما مازالت جماعات أخرى تواصل أعمال العنف بهدف عرقلة عملية الانتقال فى اليمن، وأقلقنى جدا سماع نبأ الاعتداء على سيارة تابعة للسفارة الألمانية فى الأيام الماضية."

وأكد أن الوضع الإنسانى ما زال شديد السوء، حيث ملايين اليمنيين لا يعلمون كيف ومن أين سيحصلون على وجبتهم التالية. والاقتصاد ضعيف للغاية، وخصوصا لأن الاعتداءات على أنابيب النفط تسببت بتراجع عائدات الحكومة."

وتابع وزير الخارجية البريطاني: "وبالتالى أعتقد بأن عمل مجموعة أصدقاء اليمن مازال مهما للغاية، وعلينا أن نكون واضحين فى هذا الوقت الذى نشهد فيه عدة أزمات فى العالم بأن اليمن مازال يمثل أولوية لدى المجتمع الدولى.
فبدون بذل جهود جادة هناك دائما خطر حدوث انتكاسة بما حققه اليمن من تقدم على الصعيد السياسى، واتساع خطر الإرهاب ليشكل خطرا علينا جميعا."

وأكد الوزير على أن عملية الانتقال الناجحة تتطلب قيادة قوية فى اليمن ودعما دوليا سخيا ومنسقا لإحراز تقدم فى ثلاث مجالات تحديدا: الأمن والحوكمة والاقتصاد، مشيرا إلى أنه يجب دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب، بما فى ذلك من خلال إصلاح القطاع الأمني.

وأضاف "علينا هنا أن نكون واضحين بأن المجتمع الدولى لن يتسامح مع أعمال العنف أو أى أعمال أخرى تهدف لإخراج عملية الانتقال فى اليمن عن مسارها، ولابد من حرمان تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية من أى ملاذ يمكنه الاختباء وراءه."
وتابع "لهذا السبب تبنينا فى مجلس الأمن الدولى القرار رقم 2140 الذى ينص على تشكيل لجنة للعقوبات ولجنة خبراء لضمان أن من يهددون أمن أو سلام أو استقرار اليمن، أو ينتهكون حقوق الإنسان، سوف يدفعون الثمن، ومن واجبنا أن ندعم عمل هاتين اللجنتين."

وشدد هيج أنه على الجميع دعم عملية صياغة وتبنى دستور جديد قوى وشامل، وإجراء استفتاء حر ونزيه وانتخابات وطنية يمثلان خطوتين حيويتين تجاه تحقيق المستقبل الديموقراطى والسلمى الذى يطمح إليه الشعب اليمني."

وطالب هيج بدعم النمو الاقتصادى الذى هناك حاجة ماسة إليه لخفض مستوى الفقر ولتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة.



أكثر...