رصدت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية هجوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الشديد على تعليقات الرئيس الألماني يواخيم جاوك ، والتي وصف فيها أن حكم الأول يعاني قصورا واضحا في الديمقراطية ، معتبرة أن إصرار اردوغان على هذا الهجوم ، ما هو إلا محاولة لكسب أصوات الأتراك في ألمانيا، التي من الممكن أن تكون قوة حاشدة في الانتخابات الرئاسية التركية القادمة.

وذكرت الصحيفة - في تقرير أوردته اليوم "الأحد" على موقعها الالكتروني - أن السياسيين الألمان هاجموا بشدة حماقة اردوغان، مشيرة إلى أنهم استنكروا أن ارودغان يتقلد منصب زعيم لبلد يعتبر واحدا من حلفاء ألمانيا، وهو ما وضح جليا على لسان رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، والذي وصف خطاب اردوغان الأخير العنيف بأنه "قلب لقواعد الديمقراطية".

وبينت أن الدافع وراء تعليقات اردوغان اللاذعة واضح جدا ، إذ أنه في الـ 10 من أغسطس المقبل ، سيذهب الأتراك لاختيار رئيس جديد للبلاد ، وسيسمح للمرة الأولى على الإطلاق للأتراك الموجودين هناك بالتصويت، وهم الذين وصفتهم الصحيفة بالكتلة التي لا يستهان بها،

وأنه بالرغم من عدم اتخاذه قرارا بالترشح حتى الآن ، إلا أن الجميع يعرف طموحاته .
واستطردت الصحيفة أنه من الواضح أن اردوغان لا يهتم بما تفكر ألمانيا باتجاهه، خاصة

ومع تقلص الدور الألماني على الساحة التركية، فإنه يعلم جيدا أن تعنيف القيادات السياسية في ألمانيا لن يمس شعبيته في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ومع رغبة اردوغان الشديدة في الحكم لعقد آخر وعدم قدرته على الترشح لفترة رابعة كرئيس للوزراء في الانتخابات البرلمانية لعام 2015، يرى أن الترشح للرئاسة في أغسطس القادم هو الحل البديل ، وأنه

بالرغم من كونه منصبا شرفيا ، إلا أنه لو وصل إليه سيعمل على توسيع صلاحياته كرئيس لتعزيز سلطته ، ولتحقيق ذلك ، فإنه مستعد للمخاطرة بمزيد من التوتر وإطلاق تصريحاته اللاذعة حتى لحلفائه المقربين.

وتابعت "دير شبيجل" بأنه بالرغم من نجاحات اردوغان في الاستحقاقات الانتخابية السابقة ، إلا أنه يعتقد انه لا يزال أمامه الكثير، خاصة بعدما احترف تقبل الانتقاد مع الحفاظ على أسلوبه الاستبدادي ، لدرجة أوصلت معارضيه بتلقيبه بـ"السلطان" ، من انتقاد للصحفيين والطلاب المناهضين له ، في ظل وصول عدد معتقلي الرأي في السجون التركية إلى أكثر مما عليه الحال في الصين اليوم، وبدلا من الوصول لإجابات في الفضائح التي نالت من حكومته قبل أشهر قليلة، قام بإبعاد عدد من القيادات الشرطية والقضائية هناك.

ونوهت المجلة بأن اردوغان لم يكتف فقط بالهجوم فحسب، اذ انه بالرغم من سيطرة حزبه الحاكم (العدالة والتنمية) على كل أركان الدولة، يرى دائما بأنه مهضوم حقه، ويسعى بكل جهد لزراعة هذه الثقافة داخليا، بتركيزه الهجوم على الأعداء الخارجيين (مهاجمة أوروبا)، بدلا من الهجوم على المؤسسة العلمانية المتهالكة هناك ، وهو ما اعتاد عليه سابقا.



أكثر...