حذر المؤتمر الشعبى اللبنانى من خطورة الوضع فى بلدة عرسال اللبنانية القريبة من الحدود السورية والتى تتحمل عبء عدد هائل من اللاجئين السوريين، مطالبا الحكومة اللبنانية والدول بتحمل مسئولياتها قبل فوات الأوان، كذلك العمل على إعادة أكبر عدد ممكن من النازحين السوريين إلى بلادهم.

وقال مختار بلدة عرسال والقيادى فى المؤتمر الشعبى اللبنانى عبد الحميد عز الدين - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن "سكان البلدة نحو 30 ألف لبنانى مقيم، بينما النازحون المسجلون لدى الأمم المتحدة يبلغ عددهم 117 ألف نازح سورى أى ما يقرب من أربعة أضعاف سكان البلدة، فى حين يوجد أعداد من السوريين بالجرود (المناطق النائية للبلدة) ما يقرب من 10 آلاف منهم نحو 3 آلاف مسلح وفقا لتقديرات منطقية.

ومن جانبها، قالت لجنة المؤتمر الشعبى اللبنانى فى عرسال - فى يبان لها - "تعانى عرسال منذ عقود طويلة من حرمان مدقع وتجاهل صارخ من الطبقة الحاكمة فى لبنان قبل اتفاق الطائف وبعده.. ومع موجات النزوح السورى الكبيرة، أصبحت البلدة تعيش مأساة بكل معنى الكلمة، دون أن تلقى أدنى اهتمام من الحكومة اللبنانية والهيئات المانحة العربية والدولية".

وأضاف أن "الخدمات العامة فى البلدة شبه معدومة، وبخاصة فى مسألتى الكهرباء والماء، فقبل النزوح السورى كانت هناك حاجة ماسة لأكثر من 5 محولات كهرباء، ومع الكم الهائل من السوريين أصبحت الكهرباء شبه معدومة، والبلدة بأمس الحاجة اليوم لعشرين محولا كهربائيا مع اقتراب فصل الصيف".

وأشار البيان إلى أن المياه شبه مقطوعة ولا تصل إلى المنازل إلا مرة واحدة كل 13 يوما وبمعدل 3 ساعات فقط، بسبب الاستهلاك الكبير من جهة، والانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائى مما يؤدى إلى عدم تشغيل المولدات لضخ المياه فى المحطات.

وعلى صعيد العمل والزراعة، أوضح أن جرد عرسال (أطراف البلدة النائية) الذى يحتوى الأراضى الزراعية أصبح غير آمن إطلاقا، وكثير من أهالى البلدة لا يأمن الذهاب إلى أرزاقه بعد الحوادث الأمنية الأخيرة، كما أن اليد العاملة السورية تكاد تحل أو حلت مكان اليد العاملة اللبنانية فى كل القطاعات، فضلا عن مشاكل أخرى من بينها تلوث البيئة وأزمة السير الخانقة، والمشاكل اليومية التى تحصل بين السوريين أنفسهم وبينهم وبين الأهالى.

واعتبرت اللجنة أساس الحل يمكن فى التواصل بين الدولتين اللبنانية والسورية لإعادة أكبر عدد ممكن من النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة فى بلدهم، ووضع خطة طواريء تنقذ البلدة من التدهور المريع فى قطاعات الخدمات على كل الصعد.



أكثر...