قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ٌ * وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [إبراهيم:42-47]^.
اعزائي الطيبون الكرام

الظلم تضج منه الأرض والسماء ويقع بين من؟ بين المسلم والمسلم، بين الأخ وأخيه المسلم، والنبي يقول: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) رواه مسلم.

ومن صور الظلم: ظلم الجار لجاره فيؤذي الجار جاره ويظلمه في معاشه ويظلمه بتسليط الأغاني والأصوات المزعجة عليه ويظلمه بمعاكسات أولاده لبناته وغير ذلك مما يجري بين الجار وجاره، مع أنه قد جاء الوعيد الشديد في ذلك يقول النبي : ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن)) قيل: يا رسول الله لقد خاب وخسر، من هذا؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه)) رواه البخاري


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند

أما يتق الله أولئك، أما كان الأولى أن ينصر أخاه ويقف معه وقت الشدائد والمحن.

ومن صور الظلم الشنيعة ذلك الأب المسكين الذي يبكي بدمع الدم حرقة ولوعة، من ظلم من؟ من ظلم أقرب الناس إليه من ظلم من رباه وخرج من صلبه، من ظلم من أنفق عليه وسهر من أجله وتعب من أجل راحته حتى رآه رجلاً جلدًا يمشي على الأرض قويًا، وعندما أصبح خصمًا عنيدًا لوالده يضربه ويشتمه ويلعنه في حياته قبل مماته.




أخي الإنسان :
لاتظلم أخيك الإنسان
إياك والظلم والبُهتان
أخي الإنسان :
أوصيك ونفسي بعدم الإقتراب من هذه الآفه النتنه، فالظلم ظلمات يوم القيامة
أخي الإنسان :
قد تكره الظلم فتقع فيه دون قصد أو إرادة لأن الظلم ربما يأتي من أبسط الأمور كألتسرع في إتخاذ القرارات المُجحفه فعليك بالتأنيّ قبل إصدار الحكم الطائش كي لاتظلم إنسان فكم من ظلم أتى بسبب اتهام وكم من ظلم حدث بسبب الشكّ وكم من ظلم وقع بسبب سؤ الظن " إن بعض الظن إثم "
أما الظلم الموجع فهو الكذب المُتعمد
فلا تختلق الكذب كحيلة من أجل إلحاق الضرر بشخص أخر مهما إشتدت الخصومة بينك وبينه لأن هذا هو الظلم بعينه.

قال الشاعر:
لا تـظــلمـنّ اذا ما كنت مقتـدراً ... فالظـلم ترجع عُقـباه الى الـندم
تـنام عيـناك والمظلـوم مُنـتبـه ... يـدعو عليك وعيـن الله لم تـنم

قال الشاعر:
لا تـظــمـنّ اذا ما كنت مقتـدرا ... فالظـلم ترجع عقـباه الى الـندم
تـنام عيـناك والمظلـوم منـتبـه ... يـدعو عليك وعيـن الله لم تـنم


فمن المسئول عن هذا؟ إنه أنت أيها الظالم، يا من بخستهم حقوقهم فاتق الله تعالى فيمن تحت كفالتك من العمالة، وأعلم أن الله تعالى يمهل وأن الأيام دول، فيوم لك ويوم عليك، فأعط كل ذي حق حقه، واتق الله تعالى وأقلع عن ظلم المسلمين وظلم العباد، وكف عن التعدي عليهم في أموالهم وأعراضهم ودمائهم قبل أن تلقى الله بهذا الظلم الشنيع، فتندم في ساعة لا ينفع فيها الندم. يقول صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)) رواه البخاري.

فاللهم إنا نعوذ بك من الظلم، اللهم نعوذ بك من الظلم، اللهم لا تجعلنا من القوم الظالمين ولا مع القوم الظالمين.


قال ابن تيمية
إن الله ينصر من يعدل ولو كان كافراً، وإن الله يخذل من يظلم ولو كان مؤمناً،
والظلم ظلمات بعضها فوق بعض،

لو طال الحديث عن الظلم لما خلص

"حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم"

فهذه دعوه خالصه اليكم
ان نصفي قلبونا من الظلم ..
ونقول الدنيا زواله وماتسوه شئ
وندع الظلم للظالمين

....................


منقول