برز من أسرة الحوت في العهد العثماني أيضاً محررالقسم العربي في صحيفة بيروت الرسميّة عام (1888م) السيّد عبد الرحمن حقي بك الحوت باش كاتب مجلس ولاية بيروت، ومن ثم رئيس مجلس إدارة ولاية بيروت. وقد صنّف عام (1904م) أنه من الرتبة الأولى، يحمل النيشان العثماني والميداليّة الحجازيّة. كما عُيّن متصرفاً للواء نابلس في العهد العثماني.
كما برز من الأسرة في العهد العثماني السيّد مصباح الحوت ملتزم طباعة كتاب العلاّمة الشيخ مُحَمّد الحوت «الدرة الوضية في توحيد رب البرية» في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.
كما برز في العهد العثماني في القرن العشرين السيّد سليم يُوسُف الحوت (1869-1949م) عميد آل الحوت الأسبق، سبق أن رحل من بيروت المحروسة إلى مدينة يافا وتزوج هناك من سيدة من أصل مصري هي السيّدة زينب إبنة التاجر المعتبر الحاج يُوسُف صابر. وإثر أحداث فلسطين عام (1948م) عاد السيّد سليم الحوت مع أبنائه وأحفاده من يافا إلى بيروت، وما هي إلا فترة حيث توفي في رحاب مدينته المحروسة في (23 آب عام1949م). وكان لوفاته أثر بالغ في بيروت ولبنان ويافا وفلسطين ومصر وسوريا والعالم العربي، ونشرت الصحف خبر وفاته لا سيما صحيفة «الدفاع» في يافا في عددها (في 30 آب 1949م).
دفن المرحوم سليم يُوسُف الحوت في جبانة الباشورة بالقرب من رفات أجداده وآبائه وأبنائه. ترك ذرية صالحة ممثلة بأولاده السادة: إبراهيم، خليل، يُوسُف، أحمد، المربي الكبير محمود الحوت، ومُحَمّد الحوت.
والأمر الملاحظ، أنه من خلال وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة وبعض الوثائق والمستندات الأخرى، فقد تبين بأن بيروت في العهد العثماني عرفت أكثر من أسم يحمل أسم عبد الرحمن الحوت منهم:
1- العلامة الجليل الشيخ عبد الرحمن الحوت (1846-1916م) نقيب السادة الأشراف عام (1843م).
2- السيّد عبد الرحمن الحوت (مواليد بيروت قبل عام 1846م) المتوطن عام (1843م) في باطن بيروت ضمن أوقاف جامع الدباغة.
3- السيّد عبد الرحمن حقي بك الحوت أحد كبار موظفي الدولة العثمانيّة .
كما عرفت بيروت في القرن العشرين
4- السيّد عبد الرحمن عمر الحوت مدير عام الأوقاف الإسلاميّة بالوكالة، رئيس جمعية الإصلاح في منطقة الطريق الجديدة. فاعل وناشط في الشؤون الدينيّة والسياسيّة والإصلاحيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة. كان «رحمه الله» جريئاُ إصلاحياً متفاعلاً مع مطالب بيروت والبيارتة.
وكانت جمعية الإصلاح ــ وما تزال ــ تقدّم مختلف الخدمات الطبيّة والصحيّة والإنسانيّة والإجتماعيّة والمهنيّة، وتعليم الفتيات المهن والفنون والكومبيوتر التي تساعد على تأمين حاضرهم ومستقبلهم.
قدّم عدة مذكرات ومطالب الإجتماعيّة لرؤساء الجمهوريّة اللبنانيّة ورؤساء الوزراء ومفتي الجمهوريّة اللبنانيّة.
له عدة مؤلفات منها على سبيل المثال: «الجوامع والمساجد الشريفة في بيروت عام 1966م» ، وكتاب «الأوقاف الإسلاميّة في لبنان».
وبرز في العهد العثماني من أسرة الحوت السيّد أحمد الحوت. ومن الملاحظ أن فرعاً من آل الحوت عرفت في منتصف القرن التاسع عشر باسم بولاد الحوت. وفيما بعد لا سيما في الإحصاء السكاني عام (1932م) بدأت بيروت تعرف فرع بولاد منفصلاً عن الأسرة الأم «الحوت». كما يُلاحظ بأن طرابلس وبيروت عرفت أسر إسلاميّة بأسم بولاد الطرابلسي، كما عرفت عكّار أسرة مسيحيّة باسم بولاد، وليست تلك الأسرة على صلة نَسَب مع آل الحوت وبولاد الحوت البيروتيّة. كما عُرف من الأسرة في العهد العثماني أحمد الحوت شيخ النجارين في بيروت المحروسة عام (1847م).
ومن الأهميّة بمكان القول، بأن بيروت المحروسة شهدت في القرن التاسع عشر والقرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين الكثير من أعلام وعلماء آل الحوت الذين أثروا الحياة الدينيّة والعلميّة والفكريّة والقانونيّة والسياسيّة، ومن الصعب حصر جميع هؤلاء الأعلام والعلماء.
برز من الأسرة حديثاُ السادة: المحامي اللامع الأستاذ سعد الدين جميل الحوت أحد أبرز المحامين في بيروت المحروسة، عضو ناشط في نقابة المحامين والجمعيات والإتحادات والمؤسسات البيروتيّة، ومن بينها إتحاد جمعيات العائلات البيروتيّة، رئيس جمعية آل الحوت. وعُرف من أعضاء الهيئة الإدارية لجمعية آل الحوت السادة: الشيخ الدكتور إبراهيم أنور الحوت خطيب جامع بيضون في الأشرفيّة، الطبيب الدكتور عبد الرحمن حسن الحوت، السيّدة آمال أمين الحوت، السيّد جميل كمال الحوت.
برز في ميدان الصحافة عبد الرحمن الحوت وعدنان يُوسُف الحوت.
وعُرف من أسرة الحوت الأستاذ مُحَمّد الحوت رئيس مجلس إدارة الشرق الأوسط«MEA»، أحد متخرجي الجامعة الأميركيّة، مسؤول سابق في مصر لبنان المركزي، عضو تجمّع بيروت، رئيس جمعيّة الإصلاح في منطقة الطريق الجديدة. أستطاع بإدارته الرشيدة تطوير وتنمية طيران الشرق الأوسط، عُرف بعلمه وإدارته وجرأته اللافتة كوالده السيّد عبد الرحمن الحوت.
وعُرف من الأُسرة أيضاً الشيخ الدكتور كمال الحوت رئيس جمعيّة السادة الأشراف في لبنان، له مؤلفات وإهتمامات بأنساب السادة الأشراف في بيروت المحروسة وبلاد الشام. من بين مؤلفاته: «جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشاميّة».
وبرز من أسرة الحوت الطبيب الدكتور عماد مدحت الحوت، طبيب جرّاح ونائب في البرلمان اللبناني، من مواليد بيروت في العام 1962. متزوج من إيمان برغوت وأب لثلاثة أولاد. درس الطب العام في جامعة القديس يوسف في لبنان، ثم أكمل دراسة جراحة العظام في جامعات باريس – فرنسا، وحاز على لقب أستاذ مساعد من الأكاديمية الباريسية، جامعة باريس الخامسة.
بالإضافة إلى ذلك نال دبلوم في الإدارة الصحية من الجامعة اليسوعية في بيروت ودبلوم في تنمية الموارد البشرية من باريس.
وعمل أستاذا محاضرا في جامعة باريس الخامسة، وكذلك في الجامعة اللبنانية. كما أشرف على العديد من أطروحات التخرّج في الجامعة اللبنانية. كما ورئس قسم جراحة العظام في مستشفى الرئيس الحريري الجامعي لمدة سنتين، وهوعضو الجمعية الفرنسية لجراحة العظام. انتخب نائبا عن بيروت بعدما ترشّح ممثلا الجماعة الإسلامية في لبنان، وفاز بالمقعد النيابي في العام 2009.
عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. عضو لجنة الإدارة والمال في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى – دار الفتوى. عضو لجنة الدعوة والتعليم الديني في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى – دار الفتوى. رئيس مكتب لبنان للإغاثة والطوارئ في اتحاد الأطباء العرب. ممثل نقابة أطباء مصر – لجنة الإغاثة الإنسانية في لبنان.عضو لجنة العلاقات الدولية والعربية في نقابة أطباء لبنان. رئيس الجمعية الطبية الإسلامية في لبنان، والتي تشرف على 11 مركزاً صحياً. رئيس تجمّع الإصلاح للأطباء. رئيس تجمّع الإصلاح النقابي. عضو الهيئة العامة لجمعية التربية الإسلامية المشرفة على مدارس الإيمان. المنسق العام لحملة "معاً من أجل مجتمع أفضل" والتي تعنى بالجانب الأخلاقي والقيمي في المجتمع. المنسق العام للهيئة الأهلية للإغاثة والطوارئ أثناء عدوان 2006 والتي ضمت أكثر من 15 جمعية ومؤسسة. رئيس جمعية الأمل للرعاية والتنمية الاجتماعية. مجاز في تدريب وتطوير الموارد البشرية. المشرف العام لمركز إتقان للتنمية والتطوير. رئيس دائرة التربية والتنظيم في الجماعة الإسلامية. عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية. الأمين العام المساعد في اتحاد الأطباء العرب (عضو مراقب في جامعة الدول العربية). ممثل نقابة أطباء مصر – لجنة الإغاثة الإنسانية في لبنان. رئيس مؤتمر زراعة الأعضاء العربي – الشرق أوسطي. عضو مؤسس في اتحاد الأطباء العرب في أوروبا. عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية (والذي يضم ممثلين لـ 26 دولة) لمدة ثلاث سنوات وممثل لبنان الحالي فيه. عضو المجلس الاستشاري لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا لمدة أربع سنوات. ممثل لبنان في المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والإغاثة. مؤسس جمعية ابن سينا الطبية في فرنسا ورئيس الجمعية لمدة سبع سنوات.
ولا بد من الإشارة، بأن مجلس بلدية بيروت، ودورهم في بيروت المحروسة لا سيما العلاّمة مُحَمّد الحوت، فقد أطلقت على شارع مهم في منطقة رأس النبع اسم «شارع مُحَمّد الحوت».
كما أطلق المجلس البلدي منذ سنوات قليلة على الشارع الممتد من تقاطع المدينة الرياضيّة «شارع غانا» حتى تقاطع «شارع الخرطوم» في منطقة الطريق الجديدة اسم «شارع عبد الرحمن الحوت»، والمقصود هنا عبد الرحمن الحوت رئيس جمعية الإصلاح السابق، مدير عام الأوقاف الإسلاميّة بالوكالة، والد السيّد مُحَمّد الحوت رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط، وذلك تكريماً لإسهاماته وإنجازاته ودوره الإجتماعي.
وبرز من أسرة الحوت المناضل الأستاذ شفيق الحوت (1932-2009م) . وبعد أن كان أحد أجداده قد هاجر من بيروت إلى فلسطين في العهد العثماني. ونظراً للظروف والمحن التي ألمت بفلسطين، فقد أضطرت أسرته للعودة إلى بيروت عام (1948م)، بعد أن كان قد أنهى دراسته الثانوية في المدرسة العامريّة في يافا. لذا التحق في بيروت في الجامعة الأميركيّة عام (1948م)، وتخرج منها عام (1956م).
عمل شفيق الحوت مدرساً في مدارس جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت حتى عام (1956م)، ثم إنتقل للعمل درساً في الكويت حتى عام (1958م) . ولما عاد إلى بيروت مجدداً عمل في ميدان الصحافة، فتولى منصب مدير تحرير «مجلة الحوادث» اللبنانية واستمر في هذا المنصب حتى عام (1964م).
في عام (1963م) أسس جبهة التحرير الفلسطينيّة «طريق العودة»، كما كان أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينيّة، وشارك في مؤتمرها التأسيسي الذي عقد في مدينة القدس (في 28 ايار عام 1964م)، وأصبح عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني حتى وفاته في بيروت (يوم الأحد في 2 آب 2009م).
عُيّن في أول إجتماع للجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة ممثلاً ومديراً لمكتب المنظمة في لبنان. أنتخب عضواً في اللجنة التفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة (بين أعوام 1966 – 1968م) و(بين أعوام 1991 – 1993م) وبعد إتفاق أوسلو السري بين قادة المنظمة والكيان الصهيوني أستقال شفيق الحوت من منصبه محتجاً على هذا الإتفاق.
كان شاهداً على الحرب الأهليّة اللبنانيّة بكل تفاصيلها وأحداثها، كما كان شاهداً على الغزو الإسرائيلي للبنان وعلى الخروج الفلسطيني منها عام 1982.
شارك في تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ العام 1974.
بالإضافة إلى ذلك، فإن شفيق الحوت «رحمه الله» كان عضواً في اللقاء الثقافي الفلسطيني منذ تأسيسيه في بيروت عام 1992م، وفي المؤتمر القومي العربي عام (1992م) وفي المؤتمر القومي ــ الإسلامي عام (1996م)، وفي مؤسسة القدس عام (2001م)، وفي مؤتمر حق العودة عام (2002م).
له العديد م الدراسات والمؤلفات والبحوث المتعلقة بقضية فلسطين والصراع العربي ــ الصهيوني. صُلي على جثمانه الطاهر في «مسجد الإمام علي رضي الله عنه» في منطقة الطريق الجديدة (يوم الإثنين في 3 آب 2009م)، ووري الثرى في جبانة شهداء فلسطينعند مستديرة شاتيلا وسط مشاركة رسميّة وشعبيّة حاشدة لبنانيّة وفلسطينيّة.
ورد لفظ الحوت في القرآن الكريم مفرداً وجمعاً في خمسة مواضع، هي:
* سورة الكهف الآية 61
فَلَمّا بَلَغا مَجمَعَ بَينِهِما نَسِيا حوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ
* سورة الكهف الأية 63
قالَ أَرَأَيتَ إِذ أَوَينا إِلَى الصَّخرَةِ فَإِنّي نَسيتُ الحوتَ وَما أَنسانيهُ إِلَّا الشَّيطانُ أَن أَذكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ عَجَبًا
* سورة الأعراف الآية 163
إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا وَيَومَ لا يَسبِتونَ لا تَأتيهِم كَذلِكَ نَبلوهُم بِما كانوا يَفسُقونَ
* سورة الصافات الأية 142
فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ
*سورة القلم الآية 48
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ


والحوت لغة ً وإصطلاحاً أطلقها العرب القدامي على جّد أحد رؤساء القبائل اليمنيّة والخليجيّة والعربيّة، لتميزه بالقوة والجرأة، كما أن الحوت والحوته نوع من أنواع الأسماك الضخمة وجمعها حيتان. أما الحوث «بـ الثاء» فهو مصطلح أطلقه العرب على الرجل الذي يستحث الأرض ويستثمرها ويسيطر عليها، كما أن الحوثي هو القادر على تفريق الأعداء.







منقول من : موسوعة العائلات البيروتية