(المستقلة)/عمرعريم/..لم يشهد العراق حركة تهجير ونزوح داخلي وخارجي طيلة تاريخه القديم والحديث مثلما شهدها خلال العام الماضي نتيجة هجوم تنظيم داعش الارهابي ومن هم على شاكلته من ميليشيات وعصابات مسلحة على الامنين المدنيين في مدن العراق المختلفة. واتخذت اشكال التهجير والنزوح اوجه متعددة من تهجير على اساس ديني واخر على اساس قومي والاكثر شيوعاً على اساس مذهبي طالت ابناء البلد الواحد من مختلف القوميات والفئات. المتضرر الوحيد من هذه الاعمال البربرية اللانسانية واللااسلامية كان العائلات والاسر ذات الدخل المحدود الذي كانت تعيش في مدنها ومحافظاتها امنة مطمئة تعمل بكد وتعب من اجل توفير لقمة العيش الشريفة لابناءها. فخلال ليلة وضحاها اصبحت خارج بيوتها ومدنها بلا مورد ولا طعام ولا اي مواد ومستلزمات تعينهم على حر الصيف وبرد الشتاء.قاصبحت هائمة في العراء وعينها على السماء تنتظر رحمة الباري عز وجل في انقاذها مما لحق بها نتيجة تصرفات طائشة ومواقف غير مسؤولة لسياسيين لاهم لهم الا ارضاء رغبتهم المريضة برؤية اهله وابناء بلده مشردين هائمين وارضاء لاسياده الذين وضعوه واجلسوه على كرسي ومنحوه منصباً لم يكن يخطر بباله حتى في احلام اليقظة. وبدأت العوائل الشريفة العفيفة تتقاطر على المدن الاخرى الامنة وعينها ترنوا على من يسكنها بان ينظر اليهم نظرة انسانية ..عطوفة..بعيدة عن استغلال الموقف لملء الجيوب المليئة بالمال مهما كان مصدره. ولكن فوجئوا ببعض البشر وهم يستغلون الازمة لزيادة مابجيبه من اموال.فوجئوا باناس لاهم لهم ان كان من يطلب المساعدة ليس باللسان بل بحالته التي هو فيها فقيرا (وهم الاغلب) او ميسوراً ..المهم ان كانت امتلك عقارا فارغا فأجاره اعلى مما هو متوقع ولتذهب الرحمة لتبحث عن غيري..المهم ان املئ جيبي وليذهب الاخرون الى … .لانقول الكلمة المكملة للمثل اعلاه ..وانما ليذهبوا الى اخرين يطلبون الاجر والثواب. فارتفعت الاسعار..واصبح العقار الذي كان اصحابه يدللون عليه باسعار زهيدة .. يعادل ايجار عقار في ارقى منطقة بالعاصمة وغيرها من المدن التي لجا اليها من يطلب العون والمساعدة ..لا ان تستغل حالته لهذا الحد. واخذ الجشع وحب المال بالبعض ان يؤجروا عقارهم الغير مكتمل البناء وباسعار عالية..لايهمه حالة المقابل ..المهم كما يقولون (رزق واتاه من السماء). اي رزق واي سماء تتحثون عنها ايها الناس؟.بل هو اختبار وامتحان من رب السماء لكم ..فالتظاهر بالايمان والصلاة والصوم وغيرها من العبادات امام امتحان لصاحبها..كيف يداوي جراح الناس بالمساعدة والرحمة؟.فلن تكون العبادات من صلاة وصوم وغيرها شفيعة لصاحبها وهو يستغل ظروف الناس لمصلحة خاصة.بل من يساعد ويرحم ستكون ترجمة لصلاته وصومه . مقدمة وان بدت طويلة بعض الشيء الا انها ضرورية ليعلم الناس ان من يستغل ظروفنا وحالتنا عليه مراجعة نفسه .فالظلم ليس ظلم الارهابيين والميليشياوببن فقط .فمن يستغل ظروف الناس القاسية بابشع صورة لانريد ان نجمعه مع الاخرين ولكن بمرتبة اخرى. وعند سؤالي لبعض العوائل التي هجرت ونزحت من بيوتها ومدنها الامنة كان الجواب واحد لانريد ان ندعو على من يستغل ظرفنا الطارئ بزيادة الايجارات .لانريد ان نسكن بالمجان ولكن نريد مراعاة لظروفنا وبايجارات مناسبة. يقول السيد ابو احمد رب عائلة متكونة من 6 افراد ” تركت بيتي باحدى احياء مدينة الرمادي مع زوجتي واطفالي هرباً من الارهاب وبطشه ..هرباً من القصف الجوي والمدفعي الذي لايفرق بيم مدني وارهابي.”. واضاف ” جات الى بغداد بحثاً عن دار او شقة تؤيني انال وعائلتي ..وكنت قبل الاحداث ازور بغداد باستمرار ولي معرفة بشكل او باخر بايجارات الدور والشقق..وكنت اعرف ان هناك صاحب عقار مكون من عدة شقق كان قبل الاحداث ( يدلل) على شققه باسعار زهيدة وان تكون الاشهر الثلاثة الاولى مجاناً”. واوضح ابو احمد ” عندما جئت له هرباً من الظلم رأيت منه العجب العجاب .فهو لايرضى باقل من 450 الف دينار للشقة الواحدة بعد ان كانت ب150 الف دينار مع سكن مجاني اول ثلاثة اشهر..وجدت الطمع واستغلال الفرص واضحاً في وجهه وتصرفاته.”. وطالب ” اصحاب العقارات ان يخففوا عن المضطرين باسعار عقاراتهم المرتفعة وليذكروا قول الرسول الاعظم (ص) ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء”. من جانبها قالت السيدة ام مصطفى ” لم نكن نعلم بان تصل الامور عند بعض الناس الى هذا الحد..فنحن لانريد ان نسكن بالمجان..فكرامتنا وتربيتنا العربية الاصيلة لاترضى بذلك”.   واضافت ” لكن نريد ونطلب من اصحاب العقارات ان يكونوا منصفين مع ابناء بلدهم وان لايستغلوا الظروف التي المت بنا ..فربما تدور الدوائر ويقع في نفس الموقف “. هذه بعض ماموجود من معاناة ..معاناة للاسف تستغل لملء الخزن والجيوب بالمال وليس لملء السجل والكتب بالحسنات..فمن يريد ملء الجيوب فليرفع من ايجار عقاره لظلم المضطرين ..ومن اراد ان يملء خزينه من حسنات..فليخفف عن اهله واخوانه.. ونحن اذ نحتفل بذكرى مولد فخر الكائنات محمد بن عبدالله (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم)علينا ان نجسد محبتنا له ..نجسد السير على هديهه وسنته بعمل يقربنا اليه مجلساً يوم القيامة..بعمل يزيل عن ابناء امته الهم والحزن..ومااكثر المهمومين والمحزونين الذين ينتظرون كفاً يمسح احزانهم ودموعهم. فنبي الرحمة (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) والعالم يحتفل بمولده ..جاء رحمة مهداة من الرب سبحانه لبني البشر ليزيل عنهم مااهمهم من جور وظلم وطغيان. فسارعوا ابناء بلدي..يامن تملكون العقار الاضافي والشقة الاضافية..سارعوا الى ملء صحفكم حسنات ليوم لاينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. فدعوة محتاج ومضطر..اعظم عند الله من كنوز الارض والسماء..فاجعلها دعوة تزيد من قدرك لادعوة تحط من شأنك.(النهاية)

أكثر...