(المستقلة)..أجمعت القيادة العراقية على ثقتها بالدور الذي تقوم به منظمة التعاون الإسلامي لإيجاد مخرج من أزمة البلاد الحالية، ورحبت بمساعيها للبناء على وثيقة مكة سنة 2006، وإمكانية العمل على لقاء ثان يثمر عن (مكة ـ 2)، لدعم عملية المصالحة بين العراقيين التي تنتهجها الحكومة العراقية. وقال بيان عن المنظمة ان  قيادات عراقية مختلفة أكدت أهمية زيارة الأمين العام للمنظمة، إياد أمين مدني إلى العراق، الذي عرض تصوره لمقترح المنظمة خلال استقبال فخامة السيد فؤاد معصوم، رئيس الجمهورية العراقية له في قصر السلام في بغداد الخميس، 15 يناير 2015. وأكد الرئيس العراقي أن زيارة الأمين العام قد جاءت في وقتها، فيما يواجه العراق هجمات إرهابية، داعيا المنظمة لحشد جهود دولها الأعضاء، ومنظماتها بغية التصدي لهذه الظاهرة، عبر تهيئة الأجواء بين العلماء من مختلف المذاهب، ومعالجة الاختلافات المذهبية، مؤكدا أن المطلوب حاليا، هو إيقاف الصراع الجاري، ودحض أسبابه الدينية، ومفاهيمه المغلوطة. كما أشار الرئيس معصوم إلى أهمية دور المنظمة في إطار إصلاح المؤسسات التربوية، وإعادة النظر في المناهج التعليمية لنشر ثقافة التسامح والوسطية. بدوره أعرب الأمين العام عن تأييده لرؤية الرئيس العراقي المتبصرة، مؤكدا أنها من أولويات المنظمة، ومشددا، على أن الزيارة تهدف للاطلاع على مرئيات القيادة العراقية، وتصورها للحلول الممكنة من أجل التصدي للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي، مثل التطرف والغلو، والاقتتال المذهبي، بالإضافة إلى ظاهرة كراهية الإسلام. وأضاف بأن المنظمة تعمل فعليا على تفعيل حوار الأديان والثقافات، عبر عدة منابر بادرت بها الدول الأعضاء مثل مركز التقريب بين المذاهب الذي أقرته قمة مكة الاستثنائية في عام 2012، وستكون المدينة المنوّرة مقرا له. من جهة ثانية، التقى الأمين العام للمنظمة، بنائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي،  الذي استعرض مع مدني الأوضاع في العراق، حيث أكد النجيفي أهمية المنظمة، وقدرتها على القيام بدور إيجابي، واتخاذ قرارات حاسمة في هذا الشأن. ودعا النجيفي كذلك، المنظمة للاستمرار في التواصل مع الفئات العراقية المختلفة، والحصول على دعم الدول الأعضاء لها، اعتبارا للظروف الصعبة التي يعيشها النازحون مع دخول فصل الشتاء. وأكد الأمين العام دعم المنظمة للعراق ومساعدته على تجاوز الصعوبات السياسية والإنسانية والمذهبية التي يمر بها، منوها بعزمها على متابعة جهودها التي بدأتها منذ عام 2006. كما التقى الأمين العام بالدكتور سليم الجبوري، رئيس مجلس النواب العراقي، الذي أكد من جانبه بأن التنوع المذهبي في العراق، يعد عامل قوة، وأن إرهاب داعش أثبت للعالم أنه لا يفرق بين السنة والشيعة. وأثار مدني مجددا مقترحات المنظمة لمساعدة العراق على تجاوز مشاكله، مؤكدا تعويل المنظمة على مجلس النواب العراقي باعتباره صوت الشعب، واستعرض المستويات التي تعمل من خلالها المنظمة لمساعدة النازحين عبر مؤسساتها التابعة والمتخصصة، وحث دولها الأعضاء على تقديم المزيد من الدعم للنازحين، وتفعيل الحلول من خلال منظمات الإغاثة الإنسانية في العالم الإسلامي. في غضون ذلك، التقى الأمين العام للمنظمة، برئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، الذي شدد على أن زيارة أمين عام المنظمة تعد لحظة تاريخية نحو الأفضل، حيث يسعى الجانبين لدعم وحدة العراق وأمنه واستقراره. وأوضح العبادي بأن حكومته عازمة على تحقيق إصلاحات داخلية على قاعدة التوافق السياسي وتعزيز الوحدة. وفي اجتماع مع وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، شدد الأمين العام على تطلع المنظمة إلى عراق قوي وموحد ومنفتح بحيث يشكل ركيزة من ركائز العمل الإسلامي المشترك، ودعا الجعفري من جانبه المنظمة إلى استثمار ثقلها ومخزونها الثقافي والتاريخي، ومقوماتها الحالية، وما تمثله من ثقل ديموغرافي ومساحة شاسعة بغية توحيد الخطاب الإسلامي، ومواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب. واختتم مدني زيارته التي استمرت ثلاثة أيام، بلقاء مع نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، الذي أكد بأن العراق يحتاج لأن يسلك خطين متوازيين؛ سياسي وعسكري، يتمثل الأول في ضرورة إنجاز المصالحة الوطنية والخروج من الطائفية، وطي صفحة الماضي، مؤكدا أن للمنظمة دور أساسي في هذا السياق. وكرر الأمين العام استعداد المنظمة للعب دورها المطلوب في هذا الشأن، كما استمع مدني لشرح مفصل عن الأوضاع الإنسانية والسياسية والعسكرية من قبل نواب ووجهاء المناطق المنكوبة بموجة التطرف والإرهاب في محافظات غرب وشمال وجنوب ووسط العراق.

أكثر...