اعلن رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني، الاربعاء، عن دعم الكورد الايزديين "بكل طاقة" ليقرروا مصيرهم بانفسهم وعدم السماح لاحد ان يحدد لهم مصيرهم، مشددا على حمايتهم وتأمين مستقبلهم.



وقال بارزاني في رسالة تهنئة الى الايزيديين بمناسبة حلول راس السنة الايزيدية (جارشمبا سور)، ووردت لـ"شفق نيوز" نسخة منها، ان الكورد الايزديين، نموذج حي لصمود الشعب الكوردي وشجاعته، موضحا انه لم تثنهم جميع المحاولات لابادتهم وصهرهم عن صمودهم ولم يستطع ايا من الاعداء محوهم.

واضاف مخاطبا الايزيديين ان عصابات داعش الارهابية لم تستطع خصوصا في الفترة الاخيرة بتصرفاتها الوحشية وقت احتلال سنجار محوهم وابادتهم ولم تستطع تحطيمهم، لافتا الى ان صمودهم وصبرهم اصبح رسالة تفيد للجميع اصدقاءا كانوا ام اعداء بانهم جزء لا يتجزأ من شعب كوردستان.

واشار بارزاني الى انه لهذا الهدف تطوع المئات من ابناء كوردستان من خانقين الى زاخو "وحملوا سلاح الشرف وانضموا لقوات الپيشمرگة من اجل تحرير سنجار ورووا الارض بدمائهم واستشهدوا"، مبينا ان "دماء هؤلاء الشهداء ايضا كانت رسالة واضحة مفادها انه لن تفلح اية محاولات تهدف لسلخ الايزديين عن كوردستان وعن شعبه".

وتابع بارزاني انه في ظل شجاعة وبسالة الپيشمرگة، تحرر جزء كبير من منطقة سنجار من ايدي ارهابيي "داعش"، مؤكدا بانه لن يبقى اي شبر من ارض كوردستان تحت ايدي الارهابيين وستنتهي هذه الظروف التي يمر بها الايزيديون.

وتعهد بارزاني بان يعود الايزيديون لبيوتهم مرفوعي الراس، مؤكدا بان الپيشمرگة سيبقون سورا فولاذيا لحمايتهم ولحماية جميع مكونات كوردستان.

كما تعهد بمناسبة عيد راس السنة الايزيدية بانه سيحاول بكل طاقة دعم الايزديين وان يقرروا مصيرهم بانفسهم، وعدم السماح لاي كان ان يحدد لهم مصيرهم حسبما يريد، مشددا على حمايتهم وتأمين مستقبل بعيد عن المشاكل والاحزان والقمع، بحسب تعبيره.

ويؤكد مختصون في الشأن الايزيدي إن مراسم الاحتفال بعيد رأس السنة الايزيدية تعود إلى آلاف السنين، وإشعال الفتائل يرمز إلى بداية الحياة والكون، حيث أن الايزيديين يتصورون أن الكون كان شيئاً مظلماً وبدأت الحياة بالنور.

وأضاف أن الايزيديين يقومون صباح العيد بتعليق باقات من أزهار شقائق النعمان حمراء اللون على أبواب منازلهم بإلصاقها بكمية قليلة من الطين، كما يقومون خلال العيد بسلق بيض الدجاج وتلوينه بشتى الألوان والأصباغ، وذلك كونهم يعتقدون أن البيضة تمثل أصغر وحدة فيها روح، كما أنها تشبه الكرة الأرضية، من حيث احتوائها على مكونات سائلة وأخرى صلبة.

ويبيّن الباحثون أن الألوان التي يصبغ بها البيض تحاكي النصوص الدينية الايزيدية التي تقول إن الكون أثناء تكوينه مرّ بألوان مختلفة كالأحمر والأصفر والأخضر، أما "شقائق النعمان" التي يعلقونها على أبواب منازلهم وغرفهم فدلالة على الربيع.

وبحسب باحثين، تعد الديانة الايزيدية من الديانات الكوردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكوردية.

ووفق إحصائيات غير رسمية، يقدر عدد الايزيدية بنحو 600 ألف نسمة في العراق، تقطن غالبيتهم في محافظتي نينوى ودهوك (400 كلم شمال بغداد)، فضلا عن وجود أعداد غير معروفة في سوريا وجورجيا وأرمينيا وألمانيا.

وكان تنظيم داعش قد اجتاح قضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل) – الذي يقطنه أغلبية من الكورد الايزيديين – في الثالث من شهر آب من العام الماضي، قبل أن تتمكن قوات پيشمرگة كوردستان المعززة بغطاء جوي من التحالف الدولي؛ من تحرير الجزء الشمالي من قضاء سنجار، وفك الحصار عن الآلاف من العوائل والمقاتلين المحاصرين بجبل سنجار