الاعلام في العراق بين الواقع والمأمول تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

خالد نعمة ان الاعلام بصورة عامة له اهداف متعددة ومختلفة حسب السياسة المتبعة من قبل الجهة المالكة او الممولة له، فالإعلام اصبح في وقتنا الحاضر له التأثير الاكبر والاقوى في رسم سياسات ومستقبل الدول حيث اصبح السلاح الاقوى في العالم، لذا عمدت مختلف الحكومات كانت ديمقراطية ام دكتانورية الى استمالة الاعلام الى جنبها من اجل كسب الراي العام او التقليل من تأثيره عليه. وشهد العراق بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 ظهور العديد من المؤسسات الاعلامية بمختلف انواعها (صحف ،اذاعة،تلفزيون) وأصبح كل من هب ودب له القدرة على انشاء وسيلة اعلامية بدون ضابط او رقيب الى وقت قريب ، وتتميز اغلب وسائل الاعلام في العراق بأنها حزبية ذات صبغة طائفية او قومية حيث تعمل في برامجها وسياساتها العامة على نصرة المذهب او القومية او الدين على حساب القضية الوطنية، لكن في الوقت نفسه توجد بعض الوسائل الاعلام الوطنية التي تعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية ولكن للاسف الشديد بقي عددها محدودا . وكان لوسائل الاعلام الطائفية في الاغلب دور سلبي في تجسيد الصراعات الطائفية والقومية فكان دورها في الاكثر سلبي لان الهدف من انشاء هذه الوسائل هو هدف غير وطني بالاضافة الى ارتباطها باجندات خارجية خبيثة تهدف الى تمزيق اللحمة الوطنية واضعاف العراق وخلق الفتنة الطائفية حتى اصبحت جزء من الواقع المأسوي الذي يعانيه البلد . وللامانة العلمية ليس جميع وسائل الاعلام الحزبية ذات الطابع الطائفي والقومي تعمل بهذه الهدف فبعض هذه الوسائل كان لها دور ايجابي في التخفيف من شدة الاحتقان الطائفي والقومي وعملت على التخفيف منه من خلال برامجها وبصورة عامة . ولكن وسائل الاعلام العراقية في اغلبها مقصرة تجاه المجتمع العراقي لانها لم تكن بمستوى الطموح والمطلوب منها بان تكون لها دور وطني بناء تجاه الشعب العراقي لاسيما في ظل الازمة التي يعاني منها البلد من قتل وتفجير وتهجير وفقر وفساد وتخلف وغيرها من الحالات الشاذة في المجتمع . وما احوجنا الى اعلام شريف صادق ناصح يعالج هذه الحالات الدخيلة على المجتمع العراقي المعروف بالنبل والاخلاق والرقي والعلم ، وهو من اقدم الحضارات واعرقها ، لذا اوجه ندائي الى جميع وسائل الاعلام العراقية والى جميع القائمين على ادارتها بأن يتوجهوا الى دورهم الوطني من خلال الكلمة الصادقة والنبيلة وان يشاركوا في اعادة اللحمة الوطنية وان يساهموا في بنائه وتفويت الفرصة على اعداء العراق الذين يريدون اضعاف العراق لكي لايمارس دوره تجاه قضايا الامة العربية والاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية . واليوم يتوجب على كل الاعلاميين ان يعملوا بروح الفريق الواحد وان يسلطوا اقلامهم وحناجرهم وعقولهم لاعادة العراق الى مكانته الطبيعية المتقدمة بين دول العالم وان يساهموا مساهمة فاعلة وصادقة في التنشئة الاجتماعية والثقافية والعلمية والسياسية للشعب العراقي وكما هو مأمول منهم تجاه بلدهم .  

الاعلام في العراق بين الواقع والمأمول تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...