اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن السياسة التى تنتهجها الدول الغربية فيما يتعلق بسوريا خدمت مصلحة الرئيس السورى بشار الأسد حيث بإمكانه حاليا الادعاء بأن الثوار لا يقدمون بديلا لحكمه.


وذكرت الصحيفة – فى سياق تقرير نشرته اليوم الاثنين على موقعها الإلكترونى – أنه فى ضوء الفوضى الحالية فى سوريا التى أصبح الموت والدمار والنزوح أمرا اعتياديا بها، لم يعد هناك شيء يشكل صدمة بعد الآن.
وقالت الصحيفة إن المتابعين شاهدوا استخدام الأسلحة الكيماوية وتعذيب الأطفال وتضور اللاجئين جوعا حتى الموت وانهيار الدولة السورية وزعزعة الاستقرار فى الدول المجاورة.
وأضافت أن القليلين فقط هم من يتوقعون توقف تفكك البلاد، فبسؤال الدبلوماسيين والمحللين حول سوريا هذه الأيام، يكون الرد على الأرجح هو تنبؤات بأعوام أخرى من الحرب والتشرذم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع ذلك فإن هناك لحظات فى الأزمة، التى ستدخل قريبا عامها الرابع، لها أثر تدميرى شديد للغاية على نحو يجب أن يصدم من يتابع الوضع السورى ويجبر على الاعتراف بمدى سوء المسار الذى تتبعه السياسة الغربية بخصوص سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن لحظة هامة جاءت فى وقت سابق من هذا الشهر عندما استولت مجموعة من المقاتلين يعرفون بالجبهة الإسلامية على مستودعات أسلحة ومقر يتبع الثوار الذين يدعمهم تحالف دولى من الدول الغربية والعربية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا ردتا إثر ذلك بتعليق المساعدات غير القتالية لشمال سوريا الذى يسيطر عليه الثوار وسط قلق من أن ينتهى بها المآل فى أيدى متطرفة، وهو الأمر الذى ربما حدث بالفعل.
وأوضحت أنه فى الواقع فإن الاستيلاء على المعدات والمقر التابع للثوار كان محاولة انقلاب على الائتلاف الوطنى السورى المعارض ودليل كذلك على فشل سياسة الحكومات الغربية التى دعمته..مشيرة إلى أنه لا يستطيع أحد أن ينكر حاليا تلاشى النفوذ – صغيرا كان أم كبيرا - الذى حظى الثوار المعتدلون به فى وقت من الأوقات على أرض الواقع سريعا.
وتابعت الصحيفة القول إنه مع مؤتمر السلام الذى ترعاه الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا والمقرر عقده فى سويسرا فى يناير المقبل، فإن الأمل فى تحقيق أى تقدم دبلوماسى يتبدد بالتأكيد، حيث أن فكرة قبول رجل سوريا القوى بشار الأسد بتسليم الحكم لسلطة انتقالية وهو أساس مؤتمر السلام لم تكن مقنعة أبدا خاصة عندما يتحرك الزخم على أرض المعركة ولو بشكل بسيط لصالحه.
ورأت أنه عندما يشاهد الأسد الوضع المرتبك فى شمال البلاد من قاعدته فى دمشق فإنه يكون راضيا دون شك – وللأسف – وبمقدوره الآن وتكون له مصداقية فى ذلك أن يدعى بفشل الثوار الجامحين فى تقديم بديل لحكمه بغض النظر عن أن وسائل القتل الوحشية التى يتبعها هى ما ساهم فى تطرف المعارضة وتقسيمها.
ونوهت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وشركاءها الغربيين لديهم تأثيرقليل للغاية على ما يحدث فى سوريا.


اقرأ أيضا

محمد الدسوقى رشدى :الدفاع عن 25 يناير واجب ثورى!

"التحالف" الداعم لـ"الإخوان" يحرض على الفوضى فى احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد.. مصادر: الجماعة فضلت توقف المظاهرات وشبابها يضغطون للتراجع عن القرار.. أبو سمرة: قررنا تصعيد التظاهرات حتى 14 يناير

بالفيديو.. أكثر النساء إثارة فى عالم كرة القدم لعام 2013

أغرب تصرفات النساء عبر التاريخ

طلاب الإخوان بجامعة الأزهر يشعلون النار فى سيارة شرطة



أكثر...