خلال عقود من الصراع، كان هناك شىء واحد فقط يتفق عليه اللبنانيون، ألا وهو عشقهم لنجمة الغناء فيروز، التى كانت تحرص على جعل نفسها فوق الصراعات بأناشيدها الوطنية للبنان وفلسطين ومصر فضلا عن أغانيها العاطفية.

لكن المطربة (78 عاما) انجرت إلى الانقسامات السياسية والطائفية فى البلاد بعد أن قال ابنها فى مقابلة إنها تحب زعيم حزب الله، ما آثار ضجة بين المعارضين لحزب الله الشيعى.

وقال نقاد غاضبون على موقعى تويتر وفيسبوك وفى الصحف اللبنانية، إن على فيروز البقاء بعيدا عن السياسة، بل إن البعض اتهمها بالخيانة بينما رد أنصارها بأن لها حرية اختيار من تدعمه.

لكن فيروز نفسها التزمت الصمت، فطوال حياتها الفنية، لم تعبر عن آرائها السياسية، ونادرا ما أجرت مقابلة صحفية أو تلفزيونية.

وأثارت هذه الضجة تحذيرات من أن المجتمع السياسى فى لبنان نفسه يعانى من انقسامات بالغة- فى مؤشر على المكانة البارزة لفيروز بوصفها رمزا وطنيا للبلاد.

ففى تصريحات لصحيفة السفير اللبنانية، صرح رئيس مجلس النواب نبيه برى، وهو رئيس حزب شيعى حليف لحزب الله "هذه الحملة المفاجئة تشير إلى أن البلاد تتجه نحو الدمار".

تصريحات نجل فيروز لامست الانقسامات المتزايدة فى البلاد بشأن حزب الله. فقد اكتسبت هذه الجماعة المدعومة من سوريا وإيران مكانة بارزة ودعما فى لبنان وجميع أنحاء العالم العربى بسبب قتالها ضد إسرائيل.

لكن لطالما كان لها خصوم داخل لبنان، ولا سيما بين المجتمع السنى، لهيمنتها على السياسة فى البلاد ولوضعها الذى يشبه الدولة داخل الدولة، بدعم من مقاتليها، الذين يفوقون الجيش عددا وعدة.

وتصاعدت الانتقادات هذا العام، عندما أرسلت الجماعة مقاتلين لدعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد فى مواجهة الثوار فى الحرب الأهلية التى تشهدها البلاد.

ومنذ انضمامهم علنا للحرب فى مايو، قوى مقاتلو حزب الله شوكة القوات الحكومية التى استولت على مناطق واسعة بالقرب من العاصمة دمشق، فضلا عن بلدة القصير الاستراتيجية بالقرب من لبنان. وأثارت هذه الخطوة غضب السنة فى لبنان وفى كافة أرجاء المنطقة، والذين يدعمون الثوار.

وفى منتصف ديسمبر الجارى، قال ابن فيروز زياد الرحبانى، وهو ملحن وكاتب مسرحى بارز يعرب علانية عن دعمه لحزب الله، لموقع إخبارى على صلة بالحزب إن والدته تحب نصر الله "كثيرا".

وأضاف أن والدته "ستغضب منى كما فعلت آخر مرة، عندما أجريت مقابلة تلفزيونية كشفت فيها بعضا من أمورها الشخصية.. لقد قاطعتني".

وقال الرحبانى العام الماضى لفضائية الميادين التى تتخذ من لبنان مقرا لها إن آراء والدته السياسية، لا تختلف كثيرا عن آرائه.

وبعدما بدأت الضجة، أدلى الرحبانى بمقابلة لفضائية الميادين الموالية للأسد، قال فيها إن نصر الله وفيروز أهم شخصيتين لبنانيتين منذ ستين عاما.

وأضاف أن أولئك الذين ينتقدونهما "يدافعون بشكل غير مباشر عن إسرائيل".
حب فيروز- وهى مسيحية- يمتد إلى جميع أنحاء العالم العربى، بسبب أغانيها عن القدس والفلسطينيين، والتى تدعم قضيتهم فى مواجهة إسرائيل.

غير أن تصريحات ابنها تهدد بتشويه صورتها بنفس الفرشاة التى يستخدمها منتقدو حزب الله.

وفى إحدى حلقات برنامجه الإخبارى الشهير على قناة المستقبل اللبنانية، قال مقدم البرنامج نديم قطيش، وهو من أشد منتقدى حزب الله "إذا كنت حقا تحبين نصر الله، فهل تعرفين كم من المواطنين فقدوا فى سوريا بسبب الحرب وتدخل حزب الله هناك"، فى إشارة إلى فيروز.

كما أشار قطيش ضمنا إلى اغتيال نحو اثنى عشر شخصية مناهضة لسوريا فى لبنان منذ عام 2005، والذى يلقى البعض فيها باللائمة على حزب الله، بالرغم من أن الجماعة تنفى أى دور لها فى العمليات.

وأردف قائلا "هل تعرفين كم من اللبنانيين تم لفهم بالأعلام اللبنانية بسبب سياسات حزب الله"، فى إشارة إلى الأعلام التى تلف بها نعوش القتلى.

وتسببت تصريحات الرحبانى فى خلافات أسرية. فقد كتبت شقيقته ريما، وهى مساعدة مقربة لفيروز، على صفحتها بفيس بوك تقول إنه لا أحد بإمكانه التحدث نيابة عن والدتنا، وانتقدت زياد لجره فيروز "إلى أزقة ضيقة فى السياسة اللبنانية".

بيار أبى صعب، الذى يرأس القسم الثقافى فى صحيفة الأخبار اللبنانية اليومية، قال للأسوشيتد برس إن الرحبانى "قال شيئا قد يكون حقيقيا، لكن ليس لديه الحق أو التفويض من الأسرة لقول ذلك".

وأضاف أن الرحبانى "يقول كل شيء فى المقابلات دون أدنى رقابة ذاتية".

ويقول سياسيون إنه لابد ألا يتمادى الناس فى الانتقاد، نظرا لمكانة فيروز.

وفى السياق ذاته، أصدر الزعيم الدرزى وليد جنبلاط بيانا، طالب فيه بإبقاء فيروز بعيدة من الجدل السياسى، بوصفها "رمزا للتراث اللبنانى الوطنى".

حتى نصرالله تحدث عن هذه المسألة فى خطاب الأسبوع الماضى، بمناسبة ذكرى مقتل أحد القادة العسكريين بحركته، بالرغم من أنه لم يسم فيروز.

وقال نصر الله أمام المئات من مؤيديه "لقد وصلنا إلى المرحلة التى يقول فيها شخص ما إنه يحب شخصا آخر، فيعرض البلاد للدمار".

أخبار متعلقة..

قناة مصر البلد تعرض برنامجها الجديد "تصور" بدءًا من الغد

بالصور..غادةعبدالرازق:"حكاية حياة" صعب..وأتمنى العمل مرة أخرى مع خالد يوسف

يوسف شعبان: لا أمتلك حسابا على الـ "فيس بوك" والصفحات الموجودة باسمى وهمية
اقرأ أيضاً..
"بصيرة": "السيسى" أفضل شخصية سياسية مصرية لعام 2013.. ووزير الداخلية أفضل وزير بنسبة 11%.. واعتبار تفجيرات الدقهلية أسوأ حدث بنسبة 39%.. و"الوفد" أفضل حزب سياسى بنسبة ضئيلة 4%

كريم عبد السلام يكتب: الاستعمار هو الاستعمار

بالفيديو.. إغماء عامل بشركة سيمو للورق خلال وقفتهم أمام “الوزراء”

بالصور.. نشطاء يتداولون آخر طرق الدعاية للفرق المشاركة فى كأس العالم 2014

بالفيديو.. "ديلى ميل" تبرز مشوار صلاح مع المقاولون وتتجاهل بازل



أكثر...