طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش، اليوم الخميس، بفتح تحقيق كامل فى الفظائع التى ارتكبت فى دولة جنوب السودان التى تمزقها الحرب، مؤكدة أنها سجلت فى بلدة واحدة عشرات الجثث غير المدفونة والقبور الجديدة.

وقالت سكاى ويلر الباحثة فى المنظمة الحقوقية فى تقرير نشر الخميس "لقد ارتكبت فظائع بشعة هنا (فى بلدة بور) وفى جنوب السودان بأكمله بما فى ذلك العاصمة جوبا التى شهدت عمليات قتل واسعة.. قتل خلالها فى العديد من البلدات وبدم بارد أعضاء من الاثنيتين" المتقاتلتين من القوات الحكومية والمتمردين.

ووصفت ويلر عددا من الفظائع التى شاهدتها بنفسها فى بلدة بور، وقالت إنها شاهدت جثث نساء ملقاة داخل إحدى الكنائس و"عشرات الجثث والقبور الجديدة"، وتناوبت القوات الحكومية والمتمردين السيطرة على بلدة بور أربع مرات خلال القتال الوحشى بين الطرفين، وقالت "خارج مجمع الكنيسة، كانت جثث أربع نساء ملقاة وفى رأس إحداهن ثقب أحدثته رصاصة".

ويعتقد أن الآلاف قتلوا فى القتال بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وتحالف فضفاض من المنشقين عن الجيش ومليشيا اتنية يرأسها نائب الرئيس المقال ريك ماشار الذى يعتبر مقاتلا مخضرما فى حرب العصابات، وأكدت المنظمة على "ضرورة المحاسبة فى جنوب السودان للتقدم إلى الأمام ووقف دورة العنف".

ودعت إلى ضرورة إجراء "تحقيق دقيق وحيادى يحدد مرتكبى الفظائع، يمكن أن يساعد جنوب السودان على الابتعاد عن ماضيه وبدء عملية تعافى".

وشهد القتال موجات من الهجمات الانتقامية الفظيعة استخدم خلالها المقاتلون وعناصر المليشيا الاتنية العنف للنهب وتصفية الحسابات القديمة. وتحدثت الأمم المتحدة والعاملون فى مجال الحقوق عن فظائع شنيعة ارتكبها الطرفان.

ودعت هيومان رايتس ووتش إلى ضرورة تصوير جثث القتلى وتوثيق المعلومات لمساعدة العائلات على التعرف على الجثث، وكذلك للمساعدة فى التحقيق.

وأضافت "من الطبيعى أن الناس يريدون دفن موتاهم وبدء العملية الشاقة لإعادة بناء منازلهم وحياتهم، ولكن يجب الآن القيام بعمل مهم".

وأوضحت أنه "يجب تحديد مواقع القبور الجماعية وغيرها من الأدلة المهمة مثل بقايا الرصاص أو الذخيرة التى يجب جمعها بدقة من قبل خبراء".





أكثر...