أظهرت الإحصائيات العلمية الحديثة، أن مرض السدة الرئوية يعد ثالث المسببات للوفاة فى البلاد متوسطة الدخل، وفى مصر يصيب ‏3.3%‏ من السكان وتأتى أسباب الوفاة فى المرضى نتيجة الإصابة بأمراض القلب يليها سرطان الرئة ثم الفشل التنفسى.

ومن جانبه يوضح الدكتور عصام المعازى رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر واستشارى الصدر والدرن، أن مرض السدة الرئوية هو مرض يحدث نتيجة حدوث ضيق فى الشعب الهوائية وانسداد مجرى الهواء، ويؤثر على كفاءة الرئة ودخول وخروج الهواء منها.

وتتمثل أعراضه فى الكحة وإفراز البلغم وضيق التنفس أو الإحساس بالإرهاق العام، كما يتسبب فى حدوث اضطرابات فى التنفس أثناء النوم وإصدار صوت صفير، كما أن معظم مرضى السدة الرئوية المزمن لديهم بعض عناصر الالتهاب الشعبى المزمن، والذى يتصف بالكحة المستمرة لمدة لا تقل عن 3 أشهر فى السنة لمدة سنتين متتاليتين على الأقل.

ومع تطور المرض تأخذ الأوعية الدموية الرئوية فى الضيق مما قد يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوى كما قد يؤدى إلى حدوث مضاعفات تتمثل فى فشل وظائف الرئتين، وعدم كفاءتها وهبوط فى وظائف القلب.

ويعتبر التدخين هو أكثر عوامل الخطورة فى أمراض الجهاز التنفسى بصفة عامة فحوالى 85%-90% من مرضى مرض السدة الرئوية المزمن يكون لديهم تاريخ سابق فى التدخين، ثم يأتى عامل الوراثة، والتدخين السلبى، والتعرض المهنى للأبخرة، وتلوث الهواء، وأيضا زيادة حساسية الشعب الهوائية.

ويشير دكتور عصام إلى أنه يتم تشخيص السدة الرئوية عن طريق التاريخ المرضى مع عمل فحص وظائف التنفس حتى يمكن من خلاله تحديد مدى انسداد الشعب الهوائية.

ومن المهم التفريق بين مرض السدة الرئوية ويبين أن مرض حساسية الصدر (الربو) لتداخل وتشابه الأعراض المرضية بينهما، وفى الوقت نفسه اختلاف وسائل العلاج.

يبين دكتور عصام أن مرض السدة الرئوى يصيب الكبار غالبا بعد سن الأربعين ويكون مرتبطا بالتدخين المزمن بوصفه سببا رئيسا للإصابة، فالذين يدخنون لفترة طويلة وبكميات أكبر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

أما فى الحساسية فيحدث ضيق التنفس فى صورة نوبات تنتهى بالعلاج، عكس السدة الرئوية التى يكون فيها ضيق التنفس مرتبطا بالمجهود وتزداد حدته مع الوقت، ويمكن للطبيب حسم هذا الخلط بين المرضين من خلال اختبار وظائف التنفس، وإظهار الفروق التى يترتب عليها إعطاء الدواء.

وللوقاية والتحكم فى مرض السدة الرئوية المزمن من الضرورى القضاء على مصادر التهيج والعدوى فى الأنف والجيوب الأنفية والحلق والفم والقنوات الشعبية، وهذا يعنى أن على الفرد أن يتجنب الهواء الملوث والعمل فى الأماكن التى بها نسبة غبار عالية والتوقف عن التدخين.



أكثر...