وعد وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو اليوم، الثلاثاء، بالتعاون مع تونس لمنع مقاتلين تونسيين من دخول سورية عبر الأراضى التركية، شرط أن تقدم تونس لأنقرة "المعلومات الاستخباراتية اللازمة فى هذا المجال".

وقال أوغلو، فى مؤتمر صحفى عقب محادثات أجراها مع نظيره التونسى منجى الحامدى فى تونس اليوم: "لقد تناولنا هذا الموضوع.. ونحن جاهزون لتقديم التعاون ليس فقط للحكومة التونسية بل لجميع الحكومات".

وأضاف الدبلوماسى التركى الذى يقوم بزيارة ليوم واحد الى تونس "فى حال خروجهم من تونس وتوجههم الى تركيا، وفى حال تقديم (تونس) المعلومات الاستخباراتية اللازمة فى هذا المجال، فإننا جاهزون لتقديم المساعدة"، لكنه لاحظ انه "إذا أعاقت الحكومة التونسية خروج (المقاتلين) التونسيين من تونس (نحو سورية) فهذا أفضل".

وقال "نحن لا نسمح لأى (مقاتل) تونسى أو أجنبى من دولة أخرى بالدخول إلى سوريا عبر تركيا، ولن نتسامح مع هذا الموضوع وسنقوم بإعاقة هذه العبورات".

وتابع "سورية للسوريين، وتعيين مستقبل سورية يقع على عاتق السوريين، ويجب على كل (المقاتلين) الأجانب الموجودين فى سوريا أن يغادروها على الفور".

ووفق وزارة الداخلية التونسية، يسافر سلفيون "جهاديون" تونسيون إلى تركيا فى رحلات جوية تنطلق من مطارات فى تونس أو ليبيا المجاورة، ومن تركيا يدخلون برّا الى سورية.

وتتهم وسائل إعلام وأحزاب معارضة تونسية تركيا التى تدعم المعارضة السورية بـ"التواطؤ" وتسهيل دخول المقاتلين التونسيين إلى سوريا.

وقال وزير الخارجية التركى "أنا أعلم ان التونسيين لا يقبلون أن يتم التحقيق معهم (عند وصولهم إلى تركيا) كمشتبه بهم.. ونحن لا نقوم بالتمييز حيال أى تونسى يأتى إلى بلده الثانى تركيا".

وأضاف "36 مليون سائح يأتون إلى تركيا سنويا ونحن لسنا كبعض الدول التى تتعامل مع من بشرتهم سمراء أو أسماؤهم عربية كإرهابيين".

وأعلن وزير الداخلية التونسى لطفى بن جدو، فى مؤتمر صحفى عقده فى الرابع من الشهر الحالى، إيقاف 293 شخصا ينشطون فى شبكات لتسفير مقاتلين تونسيين الى سورية.وتتهم أحزاب معارضة ووسائل إعلام فى تونس دولا خليجية بتمويل هذه الشبكات التى تنشط بشكل خاص فى المساجد.

وقال وزير الداخلية التونسى إن أجهزة الأمن منعت منذ توليه حقيبة الداخلية فى مارس 2013 وحتى مطلع الشهر الحالى ثمانية آلاف "فتاة وشاب" من السفر إلى سوريا، وكان الوزير أعلن فى وقت سابق أن بعض التونسيين يسافرون إلى سورية من أجل ما يعتبرنه "جهاد النكاح".

وفى 19 إبريل 2013 أفتى الشيخ عثمان بطيخ وكان حينها مفتى تونس بأن سورية ليست أرض جهاد لأن شعبها مسلم و"المسلم لا يجاهد ضد المسلم".

وتخشى السلطات التونسية ان ينفذ المقاتلون التونسيون العائدون من سورية إعمالا "إرهابية" فى تونس خاصة بعد تهديد بعضهم بتحويل تونس إلى "أرض جهاد".

وأعلنت وزارة الداخلية فى وقت سابق أنها ستقوم بتسجيل محاضر أمنية ضد المقاتلين العائدين من سورية وستضعهم تحت المراقبة الأمنية.



أكثر...