أكد مقربون من «حزب الله»، أن الغارة الإسرائيلية على أحد مواقعه بالبقاع اللبنانى كانت هزيلة على مستوى النتائج العسكرية، لكنها خطيرة على مستوى محاولة تغيير قواعد الاشتباك فوق الأراضى اللبنانية، وهذا ما لن يسمح به الحزب.

ونقلت صحيفة السفير اللبنانية عن هؤلاء المقربين، أن الحزب ليس بوارد القبول بتكريس معادلة إسرائيلية جديدة قوامها استثمار الصراع فى سوريا وانخراط الحزب فيه لتوجيه ضربات إلى المقاومة فى لبنان من دون توقع أى رد عليها».

وأكد المطلعون على مناخ النقاشات التى خاضتها قيادة الحزب بعد الغارة، أن هناك قراراً حاسما وحازما بمنع الإخلال بـ«قواعد التوازن» التى أرستها المقاومة خلال مراحل الصراع مع العدو، وأن الحزب يعنى ما يقول حين يؤكد أنه سيرد فى الزمان والمكان المناسبين وبالوسيلة المناسبة على الغارة الإسرائيلية، حتى لو وقعت على مقربة من الحدود ولم تسبب خسائر بشرية، لكن الرد سيكون على ساعته ووفق توقيته.

وقالت صحيفة السفير اللبنانية إنه وفق المعلومات، فإن الحزب تمهّل فى إصدار بيانه إلى حين استكمال تجميع المعطيات الميدانية المتعلقة بالغارة، ومن ثم قراءة أبعادها ودراسة خيارات التعامل معها، لاسيما أن الحزب يحرص فى مثل هذه الحالات على عدم التصرف بانفعال أو تسرّع، وهو يأخذ فى العادة كل الوقت الذى يحتاجه لاتخاذ الموقف الملائم.

ونقلت السفير عن المعلق العسكرى فى صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عاموس هارئيل قوله إن التقدير الشائع هو أن «حزب الله» سيحاول التعرض لمسئولين إسرائيليين كبار، وأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لمواجهة هذا الخيار.

ولفت هارئيل إلى أن إيران و«حزب الله» تصرفا مرارا بشكل يختلف عن تصرف القيادة السورية حيث حاولا الرد على العمليات الإسرائيلية وهو ما جرى فى بلغاريا وأذربيجان، وشدد على أن الحساب مفتوح بين «حزب الله» وإسرائيل بسبب اغتيال الشهيد عماد مغنية ثم الشهيد حسن اللقيس.

وقالت الصحيفة، إنه فى نظر المعلقين الإسرائيليين، كانت الغارة الإسرائيلية ولا تزال جزءا من «لعبة القط والفأر»، وفق تعبير المعلق العسكرى لـ«يديعوت أحرونوت » الإسرائيلية أليكس فيشمان.

ولاحظ فيشمان، أن الغارة قرب الحدود اللبنانية السورية تمت «بسبب الضعف الجوهرى للمحور المتطرف إيران سوريا «حزب الله»»، وفى رأيه «يبدو أن الذى هاجم قافلة سلاح «حزب الله» قدّر أنه لن يكون رد من الطرف الثانى، فقد أضعفت الحرب الأهلية فى سوريا قوة المثلث المتطرف الذى كان التهديد المركزى لإسرائيل، وطالما أن الإيرانيين والسوريين و«حزب الله» يعيشون بشعور أن هناك احتمالاً للإبقاء على نظام الرئيس الأسد فلن يهتموا بجر إسرائيل إلى داخل النار، برد قد يخرج عن السيطرة ويتسبب بحرب إقليمية».

من جهتها، قالت صحيفة النهار، إن التحرك الرسمى اللبنانى واعتراف "حزب الله" بالغارة جاءا وسط مخاوف عبرت عنها أوساط دبلوماسية لـ"النهار" من نشوء توترات إقليمية تتصل بتحركات إسرائيلية غامضة، سواء على جبهة الجولان أو على الحدود اللبنانية السورية مما يضع لبنان أمام أخطار إضافية محتملة فى المرحلة المقبلة التى تحفل بالتحديات الأمنية، بالإضافة إلى دخول البلاد مرحلة العد العكسى للاستحقاق الرئاسى.

وأشارت الصحيفة إلى أن إذاعة الجيش الإسرائيلى بثت ليلا أن القوات الإسرائيلية المتمركزة على طول الحدود مع لبنان وضعت فى حال تأهب مساء الأربعاء، بعدما هدد "حزب الله" بالرد على الغارة الإسرائيلية.

ونقلت النهار عن الإذاعة الإسرائيلية قولها: "إن الجيش أمر المزارعين بالابتعاد عن الحدود وهناك تحركات لمركبات عسكرية"، ولم يصدر الجيش الإسرائيلى أى بيان فى هذا الشأن.



أكثر...