دخلت مفاوضات (أديس أبابا) بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية- قطاع الشمال- فى نفق الفشل مجددا، فى أعقاب انسحاب الوفد الحكومى من جلسة مساء أمس السبت، احتجاجا على مطالب الحركة، معلنا أنه لا يملك تفويضا يمكنه مناقشة قضايا خارج المنطقتين، مطالبا الوساطة الأفريقية بتقديم مقترحات توفيقية بين المواقف المتباعدة.

وانخرطت الآلية الأفريقية الرفيعة برئاسة ثابو أمبيكى- وفقا لصحيفة "سودان تربيون" الصادرة بالخرطوم- فى اجتماع حاسم مع طرفى النزاع استمر حتى فجر اليوم الأحد، مدعومة بتفويض من قبل الوفد الحكومى المفاوض برئاسة والى جنوب كردفان السابق عمر سليمان، للوصول إلى حلول توفيقية، وتبادل الطرفان الاتهامات بالسعى لإفشال الجولة التى بدأت بالعاصمة الإثيوبية الخميس.

وقال بيان للحركة الشعبية، إن ردود الوفدين على مقترح الآلية الرفيعة، كشفت عن أن وفد الحكومة السودانية أفرغ المقترح الذى قدمه الرئيس أمبيكى من محتواه برفضه مجددا اتفاقية 28 يونيو2011 الإطارى، والذى هو مرجعية رئيسية لقرار مجلس الأمن 2046.

وقال البيان، إن وفد الحكومة رفض أيضا مناقشة التعجيل بعملية إنسانية وفق مواصفات القانون الإنسانى الدولى، وان رئيس الوفد الحكومى عمر سليمان اعترف بطرحهم مبادرة للحوار الشامل ولكن ليست لديهم أى أفكار محددة وعملية لمناقشتها حاليا.

وبحسب البيان فان جلسة المساء لم تستغرق سوى خمس دقائق، أكد فيها رئيس وفد حكومة الخرطوم عدم رغبتهم لمواصلة الحوار مع الحركة الشعبية -قطاع شمال- لتقريب وجهات النظر، وإن من الضرورى ترك الحلول للآلية الرفيعة وليس للطرفين.

ورد وفد الحركة الشعبية -قطاع الشمال- إن الحلول لقضايا الحرب والوصول إلى سلام هى من واجب الأطراف السودانية والآلية من واجبها تقديم التسهيلات، وإن الآلية ليست طرفا فى النزاع وعلى أطراف النزاع واجب تقديم الحلول.

وفى السياق، اعتبر مساعد الرئيس السودانى إبراهيم غندور، تبرم قادة قطاع الشمال من غيابه عن قيادة الوفد الحكومى المفاوض فى جولة التفاوض الحالية " قضية جانبية جدا ومحاولة لشغل الناس عن محاولات قطاع الشمال المستمرة لتعطيل المفاوضات".

ورفض غندور، مطالبة قطاع الشمال بنقل الحوار المرتقب مع الأحزاب إلى (أديس أبابا)، وقال أن القضية "سودانية- سودانية" والحوار "سودانى سودانى" وفى الخرطوم متسع ومكان لجمع السودانيين.وشدد غندور، على أن محاولات إدخال أطراف أخرى فى الحوار الداخلى محاولة وتفكير فى خدمة أجندة لا علاقة لها بأهل السودان ولا بوفاق أهل السودان ولا بوحدتهم.

وأكد غندور، مضى الحوار بالداخل، داعيا حاملى السلاح أن يثوبوا إلى رشدهم ويوقفوا قتل الأبرياء، وطالب بالتنفيذ الفورى للاتفاقية الثلاثية لتمرير المساعدات الإنسانية بدلا عن المتاجرة بالقضية ومحاولة إلصاق تهم غير حقيقية بالحكومة.

ودعا غندور، قطاع الشمال إلى وقف إطلاق نار شامل والبدء فى تنفيذ الاتفاق الثلاثى، فضلا عن مطالبتهم بالرد على وثيقة الاتحاد الأفريقى التى حددت وفقا للتفويض الممنوح لها الرد على الورقة التى تشير صراحة لقضايا المنطقتين"جنوب كردفان والنيل الأزرق".

وكان وفدا الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان "قطاع الشمال"، قد سلما الوساطة الأفريقية الجمعة، ردهما على المقترحات الخاصة بمفاوضات المنطقتين.



أكثر...