إياد السامرائي  منذ أن تسلمت مهام رئاسة مجلس النواب حددت عدة محاور وجدتها الأهم ، وجوانب اكثر تأثيراً من غيرها ، ونقاط بداية للشروع بمرحلة جديدة عنوانها التغيير واصلاح واقع الحال إلى ما هو أفضل . ولعل واحدة من أهم الجوانب التي وضعتها في البال ، وسعيت جاهداً لتحقيق شيء فيها التواصل مع رجال الأعمال والتجار العراقيين سواءً من هو مقيم داخل العراق او خارجه . والصورة الماخوذة هنا هي للقائي بوفد من مجلس الأعمال الوطني العراقي ، حيث رأيت نخبة طيبة من العراقيين الراغبين والحريصين على المساهمة الجادة في إعمار بلدهم وإعادة البهجة له من جديد . إن ملف الإقتصاد عامة ، ودعم الاقتصاديين العراقيين وأصحاب المشاريع والكفاءات خاصة ، ظل يعني طيلة السنوات العشر من مشاكل جمة ، جزء منها تراكم لما خلفه لنا النظام السابق وسياسة الحصار الاقتصادي الظالمة ، والجزء الآخر تمثل بالغياب الواضح للرؤية الاقتصادية في معالجة تلك المخلفات الكبيرة والانطلاقة من جديد ، ناهيك عن تفشي الفساد بشكل لا سابق له إذ هو اليوم ينخر المؤسسات والدوائر على اختلافها . إن الركون إلى الاعتماد التام على واردات النفط مخاطرة كبرى مع السوق المضطرب اليوم والازمات الخانقة ، كما إن انعدام العدالة في توزيع الثروات ، والفساد ، والانهيارات الامنية المتواصلة التي تعرقل عجلة الاعمار والاستثمار ، كلها تزيد من قتامة المشهد الاقتصادي العراقي. وهناك جانب آخر مهم ، فبما اننا قررنا ان نمضي في اقتصاد السوق فعلينا ان نجعل رجال الاعمال هم مستشارينا الاقتصاديين ماداموا يحققون الاهداف التي نضعها لهم  ، فرجال الاعمال يشكون الى اليوم من ان سياسات الدولة تضر الاقتصاد العراقي والقطاع الخاص على وجه التحديد ، وعلينا معالجة هذا الخلل وفي ذلك فائدة للطرفين دون شك . وهذا الأمر كما غيره ، بحاجة إلى جهد فعلي ، وتواصل حقيقي ، وتبادل للأفكار ووجهات النظر ، والعمل المتنوع الشامل على شتى الأصعدة ، والبدء من امتلاك الرؤية الحقيقية الصالحة للتطبيق ، مروراً بمنح أصحاب الاختصاص الفرصة المناسبة وتهيئة الجو الملائم ، وقطع يد الفساد ، كل ذلك كفيل بالنهوض وإعادة الحركة للعجلة المتوقفة اليوم ونفض غبار العجز والديون عن جسد العراق المليء بالطاقات .

أكثر...