للسينما عدة أوجه ووظائف أولها أنها فن المتعة والخيال الجامح لصانعها ومشاهدها، ثم تستطيع بعد ذلك أن تعدد لها أوجها أخرى مثل كونها تأريخا لحياة الشعوب ووسيلة للتواصل ورسالة تدفع للتفكير والتغيير أحياناً بالإلحاح وعشرات أخرى من الوظائف، إذاً لو أن هناك فيلما صادفك واستمتعت بمشاهدته دون أى شىء آخر فأنت أمام فيلم جيد مهما قال لك نقاد السينما ومتخصصوها من عبارات فخيمة أو كبيرة عن عدم جدوى هذا الفيلم فى تاريخ السينما.

وفيلم هذا الأسبوع من هذه النوعية من السينما الأمريكية التقليدية التى تمنح المتعة دون غيرها من أوجه السينما «3days to kill» أو «3 أيام لتقتل» الفيلم قصة لوك بيسون، كاتب أغلب أعماله تقع فى إطار المغامرات وأفلام الأكشن مثل Transporter بجميع أجزائه، وهذا الكاتب بالتحديد له مقولة شهيرة، وهى «أن السينما ليست دواء ولا تنقذ حياة أحد إنها مجرد قرص أسبرين»، إذاً فالكاتب يقدم فيلمه من هذا المنطلق، فيحكى عن عميل غير تقليدى لجهاز المخابرات الأمريكية «كيفن كوستنر» يكتشف أنه مريض وليس أمامه إلا شهور معدودة، ثم يموت فيقرر أن يرتب حياته المبعثرة تاركاً عمله ليتجه لرؤية ابنته

المراهقة التى تعيش فى باريس مع أمها، وتكاد لا تعرفه ويحاول التواصل معها وترتيب احتياجاتها مع الأم التى انفصل عنها لسنين بسبب رفضها مهنة القاتل المحترف المخابراتى، ولكن المخابرات الأمريكية ترسل له عميلة لدفعه للعودة للعمل من أجل مهمة محددة تستغرق ثلاثة أيام فقط، وهى الأيام التى قرر أن يلازم فيها ابنته ومن أجل إغرائه للعودة للعمل تعرض عليه العميلة أن تمنحه دواءً شافياً لمرضه لم يتم تداوله بعد، فيقرر أن يقبل المهمة وتتوالى مغامراته ومعاركه، وفى نفس الوقت تتوطد علاقته بابنته وطبعاً كعادة هذه الأفلام تنتهى

القصة بانتصار السى آى إيه وعميلها البطل وتوتة توتة خلصت الحدوتة، ولا يبقى إلا السؤال والمعيار حلوة ولا ملتوتة؟ نعم كانت حلوة لأن بطلها كيفن كوستنر النجم المحبوب ولأنها حكاية حوت مغامرات وحب وعلاقة أب بابنة مراهقة من عالم آخر وكوميديا نبعت من مواقف أكشن ومؤثرات بصرية جيدة الصنع.. إذاً لِمَ لا تكون الحكاية حلوة وليست ملتوتة!

شارك كوستنر فى البطولة الممثلة الشابة أمبر هيرد فى دور العميلة، ولولا أن فيلم الرهينة المصرى تم عرضه قبل سنين لقلت إن نور فى دورها فى الفيلم المصرى كعميلة مخابرات نسخت فى الأداء والشكل أمبر هيرد عميلة مخابرات أخرى، ولكن الفيلم المصرى سابق على الأمريكى لذا فلا نستطيع أن نقول غير أن نموذج عميلة المخابرات بغض النظر

عن جنسيتها صار فى السينما نمطا متكررا، شاركتهم أيضاً شابة صغيرة هى هيلى ستاينفلد التى يبدو أنها ستكون فى نجمات هوليوود فى الأعوام القادمة.

«ثلاثة أيام لتقتل» فيلم يمنح مشاهده متعة المغامرة وقليلا من توترها ويمنحه راحة وسعادة لم شمل أسرة مبعثرة وأمل رجل فى الشفاء ولا شىء غير ذلك إذاً فهو فيلم كقرص الأسبرين، كما قال كاتبه عن الأفلام عموماً، فلو كنت بحاجة لقرص أسبرين اذهب لتشاهد الفيلم أما لو أنك من أصحاب الأمراض المتعددة وطلباتك أكثر من الدواء فاسترح فى بيتك.



أكثر...