إن مسئولية تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصحيحة تقع على كاهل الأب والأم معًا، ومن بعد ذلك تأتى باقى المؤسسات التربوية التى تهتم بهذا الشأن.

يقول الدكتور موسى نجيب موسى، استشارى العلاج النفسى لجامعة ستانفورد الأمريكية، "إن الأسرة تلعب دورًا كبيرًا فى عملية التنشئة الاجتماعية، وخاصة فى سن الطفولة المبكرة وتقوم بذلك من خلال عمليات التعزيز وإعطاء المكافآت والعقاب وتوفير المثال والقدوة، وفى تعليمها للطفل تغرس فيه القيم والمعايير السائدة فى المجتمع حتى تعده لأن يعيش حياة اجتماعية ناجحة بين أفراد الجماعة، وفشل الطفل فى امتصاص معايير الجماعة وقيمتها يعرضه لخطر العقاب الذى تفرضه الثقافة على الخارجين عليها وفى الوقت نفسه يزداد قبوله الاجتماعية كلما ازداد التماثل بين معاييره ومعايير البيئة الاجتماعية، وامتصاص أسلوب حياة الجماعة يبدأ من وقت مبكر، مما يدل على أهمية تأثير الأسرة فى تكوين شخصية الطفل بمعنى أن تأثير الخبرات الأولية فى حياة الطفل تشكل الأساس الأول لسلوكه، فيما بعد وذلك لقوة تأثيرها فيه.

تابع موسى والأسرة كجماعة من الأفراد يتفاعلون مع بعضهم البعض تعتبر البيئة الأساسية، التى تقوم بعملية التطبيع ونقل ثقافة المجتمع وغرس العديد من العادات والتقاليد والقيم فهى مسئولة عن تكوين أخلاقيات الفرد بوجه عام كاتجاهه نحو الأمانة والصدق والوفاء، وبقية القيم الأخلاقية الأخرى، وتمكنه من الحصول على الاحتياجات الأساسية وتعطيه الإحساس بالأمن والطمأنينة، وتبعد عنه عوامل القلق والاضطراب وتدربه على مواجهة المعايير الإنسانية.

يؤكد موسى على أن للأسرة دورًا كبيرًا فى تنشئة أطفالها، حيث إنها تقوم بتوفير الحماية اللازمة لهم كذلك فإنها تعمل على تطبيع القيم الشخصية وقيم المجتمع، والتى تريد الأسرة غرسها فى نفوس الأطفال، كما أنها تنقل التراث بما يشتمل عليه من عادات وتقاليد لهم، كما أن الآباء يعملون على إكساب أطفالهم السلوكيات الإيجابية المرغوب فيها، والتى تساعد على تنمية وصقل شخصية أطفالهم.

وترجع أهمية الأسرة ودورها المؤثر فى تنشئة الأبناء إلى أن الأسرة وما تشتمل عليه من أفراد هى المكان الأول، الذى يتم فيه باكورة الاتصال الاجتماعى الذى يمارسه الطفل فى بداية سنوات حياته الذى ينعكس على نموه الاجتماعى، فيما بعد ويعتبر الآباء فيها نموذج للقدوة المثل الذى يجب على أطفالهم الاقتداء به.

كذلك فإن الأسرة تعتبر الجماعة المرجعية التى يعتمد الطفل على قيمها ومعاييرها وطرق عملها عند تقويمه لسلوكه، ويتضمن ذلك أن الطفل يثبت شخصيته مع أسرته كجماعة لدرجة أن طرقها تصبح جزءًا من نفسه.



أكثر...