المستقلة سبورت : فادي طنوس سطر منتخب هولندا أولى مفاجآت كأس العالم لكرة القدم، بإسقاطه نظيره الإسباني بطل العالم بطريقة مدوية (5-1)، في أولى مبارياتهما في البطولة العالمية، ضمن منافسات المجموعة الثانية من الدور الأول، على ملعب أرينا فونتي نوفا في سلفادور دي باهيا. وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها المنتخبان بعد فوز إسبانيا بلقب مونديال 2010، على حساب هولندا نفسها بهدف أندريس أنييستا، كما هي المرة الأولى التي يلتقي فيها البطل مع وصيفه في الدور الأول. الطواحين تدور بقوة وبهذه الخسارة تعرض مدرب لا فوريا روخا فيسنتي دل بوسكي لثاني خسارة له خلال 26 مباراة في كأس العالم والجولات التأهيلية له، علماً أن الخسارة الأولى كانت أيضاً في أولى مبارياته في مونديال 2010 أمام سويسرا (0-1)، في حين حافظت هولندا على سجلها المميز في المباريات الافتتاحية حيث لم تخسر منذ 76 عاماً وتحديداً منذ مونديال 1938 حين سقطت أمام تشيكوسلوفاكيا (0-3) بعد التمديد. وكسر لاعبو الطواحين سلسلة التعادل بعدد المرات التي فاز بها كل طرف على الثاني في المباريات التي جمعت بينهما دولياً وودياً، ليحقق البرتقاليون الفوز الخامس، مقابل 4 للإسبان وتعادل واحد، وحسنوا سجلهم التهديفي ليصبح 15 هدفاً، مقابل 14 لمنافسهم، وعادلوهم بعدد الانتصارات في المونديال بانتصار لكل واحد منهما. وبالعودة إلى مجريات المباراة، لم ينتظر لاعبو هولندا كثيراً ليبدؤوا المباراة بشكل فعلي، إذ إن فترة جس النبض لم تتجاوز الثماني دقائق حين اقتحم ويسلي سنايدر لاعب فريق غلطة سراي التركي منطقة الجزاء الإسبانية وسدد كرة قوية بين يدي إيكر كاسياس حارس مرمى فريق ريال مدريد الإسباني بطل دوري أبطال أوروبا. لا فوريا روخا تتقدم وحاول الإسبان امتصاص فورة وصيفهم في النسخة الماضية من المونديال، ونجحوا في إيقاف فرصتين خطيرتين للاعب بايرن ميونيخ الألماني آريين روبن، ونجم مانشستر يونايتد الإنكليزي روبن فان بيرسي قبل وصولهما للمحظور، في حين كان اعتماد أبطال العالم على هداف فريق أتليتيكو مدريد بطل الدوري الإسباني دييغو كوستا ، في منحهم التقدم، إذ انحصرت تمريراتهم الأمامية وهجماتهم بهذا اللاعب الذي افتقد للمسة الأخيرة حتى بلوغ الدقيقة 26، حين كسر اللاعب البرازيلي الأصل الذي استقبله الجمهور المحلي بصافرات الاستهجان لتفضيله إسبانيا على وطنه الأم، كسر مصيدة التسلل، واخترق منطقة الجزاء، غير أن مدافع فينوورد روتردام ستيفان دي فرييه أعاقه، ليعلن حكم المباراة الإيطالي نيكولا ريتزولي عن ركلة جزاء، انبرى لها تشافي ألونسو لاعب الفريق الملكي، وسددها على يمين الحارس الذي كاد أن يمنعها من اختراق شباكه، لكنه لم يدركها (27). فان بيرسي “سوبرمان” وأبى فان بيرسي أن يدخل فترة الاستراحة دون منح بلاده التعادل، إذ قام بتسجيل هدف رائع بطريقة قل نظيرها، بعد أن انسل من بين المدافعين مستقبلاً الكرة التي أرسلها له زميله دالي بلايند سابحاً في الهواء وسددها برأسه بعيداً عن متناول كاسياس الذي خرج من مرماه لملاقاته ( 44). وكما في الشوط الأول، كانت انطلاقة الطواحين البرتقالية صاروخية في الشوط الثاني، وسريعاً ما نجح روبن بمنح التقدم لبلاده، بعد مجهود فردي تفوق فيه على مدافعي لا فوريا روخا جيرار بيكيه ومن ثم سيرجيو راموس، قبل أن يسدد في مرمى كاسياس، مستغلاً تمريرة متقنة من بليند أيضاً (53). دل بوسكي يفشل بالعودة ولم تنفع التبديلات التي قام فيها دل بوسكي لتدارك مخاطر التأخر في النتيجة، بإشراكه بيدرو رودريغيز وفيرناندو توريس مكان تشابي ألونسو ودييغو كوستا (62)، لاسيما أن دي فرييه الذي تسبب بمنح الإسبان ركلة جزاء، صحح خطأه بتسجيله الهدف الثالث لهولندا، بكرة رأسية أتبعها بتسديدة من يمينه، إثر ركلة حرة نفذها روبن (64). ووسع فان بيرسي الفارق إلى 4-1، بعد خطأ لا يغتفر من أحد أفضل حراس المرمى في العالم، حين فشل كاسياس بترويض الكرة لتصل إلى الأول الذي سددها بطرف قدمه في المرمى المشرع (72).   وأنهى روبن مهرجان الأهداف الهولندية بعد انطلاقة صاروخية من منتصف الملعب، نجح خلالها بتجاوز راموس، ثم راوغ كاسياس وتخطاه وسدد في المرمى بنجاح رغم محاولة بيكيه وراموس التي باءت بالفشل في إبعادها (80)، لتتلقى إسبانيا أول خسارة لها بهذا الفارق منذ سقوطها أمام اسكتلندا 2 -6 في العام 1963. وكادت النتيجة أن تتحول إلى كارثية بشكل أكبر مع انهيار أبطال العالم بشكل كامل، لاسيما أن هولندا حصلت على عدد كبير من الفرص في الدقائق الأخيرة لكنها لم تترجم بالشكل المطلوب. كاسياس يهدر فرصة تحطيم رقم زينغا وأهدر كاسياس فرصة تحقيق إنجاز جديد، إذ كان قبل المباراة بحاجة إلى المحافظة على نظافة شباكه ل 86 دقيقة إضافية لتحطيم الرقم القياسي لعدد الدقائق المتتالية التي خاضها دون أن تهتز شباكه في المونديال، والمسجل باسم الحارس الإيطالي السابق وولتر زينغا الذي خاض 517 دقيقة دون أن يسجل أي هدف في مرماه في كأس العالم 1990 في إيطاليا، لكن فان بيرسي حرمه من ذلك، قبل 42 دقيقة فقط، ليتوقف عداده عند 477 دقيقة. ولم تهتز شباك بطل العالم مرة وأوروبا مرتين منذ الجولة الأخيرة من الدور الأول لمونديال جنوب أفريقيا حينما سجل رودريغو فيلار هدفاً لتشيلي في مرماه في الدقيقة 47 من المباراة التي فازت فيها إسبانيا (2-1). واستمر كاسياس بالمحافظة على مرماه خالياً من الأهداف في المباريات التي تلت ذلك، إذ فاز منتخب بلاده على البرتغال وباراغواي وألمانيا وهولندا بنتيجة واحدة (1-0). وانضم فان بيرسي وروبن إلى البرازيلي نيمار في صدارة ترتيب الهدافين برصيد هدفين لكل واحد منهم. مثل إسبانيا: إيكر كاسياس، سيزار اسبيليكويتا، سيرجيو راموس، جيرار بيكيه، جوردي البا، سيرجيو بوسكيتس، تشابي الونسو (بيدرو رودريغيز)، تشافي هيرنانديز، دافيد سيلفا (سيكس فابريغاس)، أندريس انييستا، ودييغو كوستا (فيرناندو توريس). المدرب: فيسنتي دل بوسكي. مثل هولندا: جاسبر سيليسن، داريل يانمات، ستيفان دو فرييه، رون فلار، برونو مارتينس ايندي، دالي بليند، دي غوزمان (جوناثان وينالدوم)، جوناثان دي يونغ، ويسلس سنايدر، روبن فان بيرسي (يرامين لنس)، وآرين روبن. المدرب لويس فان غال. قاد المباراة الحكم الإيطالي نيكولا ريتزولي. أنذر الحكم كلاً من: دي غوزمان، دي فرييه، وفان بيرسي من هولندا وكاسياس من إسبانيا.(النهاية)

أكثر...