يقول الدكتور شريف عبد الله نصيب, استشارى الأمراض الباطنية والسكر، إن منظمة الصحة العالمية تقسم مرض السكر إلى ثلاثة أنماط رئيسية وهى: سكر النمط الأول والنمط الثانى وسكر الحوامل، وكل نمط له أسباب وأماكن انتشار فى العالم، ولكن تتشابه كل أنماط السكر فى أن سببها هو عدم إنتاج كمية كافية من الأنسولين من قبل خلايا بيتا فى البنكرياس، ولكن أسباب عجز هذه الخلايا عن ذلك تختلف باختلاف النمط, فسبب عجز خلايا بيتا عن إفراز الأنسولين الكافى فى النمط الأول يرجع إلى تدمير (مناعى ذاتى) لهذه الخلايا فى البنكرياس، بينما يرجع هذا السبب فى النمط الثانى إلى وجود مقاومة الأنسولين فى الأنسجة التى يؤثر فيها، أى إن هذه الأنسجة لا تستجيب لمفعول الأنسولين، مما يؤدى إلى الحاجة لكميات مرتفعة فوق المستوى الطبيعى للأنسولين، فتظهر أعراض السكر عندما تعجز خلايا بيتا عن تلبية هذه الحاجة، أما سكر الحوامل فهو مماثل للنمط الثانى من حيث أن سببه أيضا يتضمن مقاومة الأنسولين لأن الهرمونات التى تُفرز أثناء الحمل يمكن أن تسبب مقاومة الأنسولين عند هؤلاء النساءً.

ويؤكد الدكتور شريف، أن لمرض السكر العديد من المضاعفات قصيرة أو طويلة المدى، فالمضاعفات قصيرة المدى هى نقص سكر الدم، والحماض الكيتونى أو غيبوبة فرط الأسمولية اللاكيتونية بسبب ارتفاع الضغط الاسموزى للدم، وتحدث هذه المضاعفات إذا كان المريض لا يلقى العناية الكافية، أما المضاعفات الخطيرة طويلة المدى فتشمل أمراض الجهاز الدورى (كالأمراض القلبية الوعائية، ويصبح احتمال الإصابة بها مُضاعفاً بوجود السكر)، كما تشمل المضاعفات حدوث قصور كلوى مزمن، وتلف الشبكية الذى يؤدى للعمى، وتلف الأعصاب وله أنواع كثيرة، مثل تلف الشعيرات الدموية الذى يمكن أن يؤدى للعقم وبطء التئام الجروح الذى قد يؤدى إلى الغرغرينة التى تؤدى إلى البتر.

ويشير د.شريف، إلى دراسة أُجريت فى الولايات المتحدة عام 2008 تؤكد أن معدل الإصابة بسكر الحوامل ازداد إلى أكثر من الضعف فى السنوات الست الأخيرة، وهذا يُسبب مشكلات كثيرة لأن السكر يزيد من خطر المضاعفات أثناء الحمل، كما يزداد خطر تطور السكر عند المولود فى المستقبل، وبينما تُشفى الأم الحامل بمجرد وضع الطفل فى النمط الثالث، إلا أن النمطين الأول والثانى يلازمان المريض، مشيرا إلى أن علاج جميع أنماط السكر أتيح منذ أصبح الأنسولين متاحاً طبياً عام 1921.

ويُوضح استشارى الأمراض الباطنية والسكر، أن النمط الأول الذى لا يفرز فيه البنكرياس الأنسولين يعالج مباشرة عن طريق حقن الأنسولين بالإضافة إلى ضبط نمط الحياة وأسلوب التغذية، ويمكن علاج النمط الثانى بالمزج بين (ضبط التغذية) وتناول الأنسولين، موضحا أن الأنسولين كان يُنتج فى الماضى من مصادر طبيعية مثل بنكرياس الخنزير، إلا أن معظم الأنسولين المُستخدم حالياً يُنتج عن طريق الهندسة الجينية، بطريقة الاستنساخ المباشر من الأنسولين البشرى أو أنسولين بشرى معدل لكى يعطى سرعة وفترة تأثير مختلفة، مؤكدا أنه يمكن زرع مضخة أنسولين تضخه باستمرار تحت الجلد.



أكثر...