يبدو أن الولايات المتحدة عازمة على قيادة تحالف دولي لتوحيد جهود دول العالم في مواجهة خطر تنظيمات “داعش” وتوسيع مساحة دعمها للحكومة العراقية الجديدة للتصدي لهذا الخطر وإعادة توحيد البلاد. ففي القاهرة أعلن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية المصرية أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيعقد الأربعاء والخميس في جدة بالسعودية اجتماعا مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن والعراق لبحث محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأكد المسؤول في تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية وتابعته (المستقلة) أن “وزير الخارجية المصري سامح شكري سيشارك في الاجتماع لبحث سبل التصدي للإرهاب”. ومن المتوقع أن يمضي الرئيس باراك أوباما قدما في حملته العسكرية ضد تنظيم داعش من دون طلب تفويض خاص من الكونغرس بعد أن أعلن مشرعون، أمس، أنهم على الأرجح سيوافقون على أي طلب يتقدم به للحصول على أموال إضافية. وذكروا لوكالة رويترز أن هناك تأييدا واسع النطاق في الكونغرس لهجمات تستهدف وقف تقدم الجماعة المتشددة، خاصة بعد بث تسجيلين مصورين لذبح تنظيم الدولة الاسلامية لصحفيين أميركيين خلال الثلاثة الأسابيع الماضية. ويعمل أوباما هذا الأسبوع على وضع استراتيجية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية ويعزز حملة جوية على مواقعهم في العراق ويبني تحالفا دوليا مع الحلفاء الأوروبيين والإقليميين. وفي اتصال هاتفي مع العبادي لتهنئته بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، أكد أوباما أن واشنطن ستدعمها في حربها ضد التنظيمات المتشددة، مضيفاً أنه اتفق مع العبادي على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق تطلعات الشعب العراقي. من جانبه، رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة العبادي، وعدّها خطوة أساساً لمواجهة ما يعرف بـ”داعش”. ورحب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف بـ”حرارة” الاعلان عن تشكيل حكومة جديدة في العراق فضلا عن اعتماد برنامج وزاري، وقال إنه “في ضوء خطورة التحديات الأمنية الحالية والإنسانية والاقتصادية التي تواجه العراق، أغتنم هذه الفرصة لنحث الحكومة على العمل بفعالية من اليوم الأول من افتتاحها لمعالجة هذه التحديات، بما في ذلك مواجهة تهديد داعش، وبناء مستقبل أفضل للعراقيين من جميع الطوائف”. وأعلنت القيادة المركزية الامريكية، ان العمليات ضد تنظيم (داعش) في العراق تهدف إلى دعم القوات المسلحة العراقية والعشائر السنية التي تحمي سد حديثة وكذلك للدفاع عن مدينة اربيل. وقالت القيادة من مقرها في تامبا بفلوريدا في بيان اطلعت عليه “المستقلة”، ان الهجمات الأخيرة دمرت ثلاث مركبات للتنظيم تحمل مضادات للطائرات وإحدى الوحدات البرية المتمركزة قرب سد حديثة، مشيرة إلى ان غارة أخرى دمرت عربة (هامفي) للتنظيم قرب اربيل، موضحة أن الغارات تمت في اطار تنفيذ مهمة حماية الموظفين الأمريكيين والمرافق الامريكية ودعم جهود الاغاثة الانسانية ودعم القوات العراقية التي تعمل من أجل هذا الهدف ايضا، كاشفةً عن ان الطائرات الأمريكية نفذت 148 غارة في العراق حتى الآن. وفي طهران، اعرب الرئيس الايراني حسن روحاني، عن امتعاضه لما يقترفه تنظيم داعش في العراق من انتهاكات بحق النّاس، واصفاً حالة انعدام الأمن والاستقرار التي تعيشها المنطقة حاليا بأنها “مشكلة كبرى”. وقال روحاني في تصريح صحفي إن النيران المشتعلة في المنطقة اليوم “هي فتنة قد تصل إلى الآخرين خارج المنطقة”. فيما قال رئ?س مجمع تشخ?ص مصلحة النظام آ?ة الله اکبر هاشمي رفسنجاني ان ا?ران ه? اکبر ضح?ة للارهاب ولا دولة تملك ما تملكها من خبرة ف? مكافحة الارهاب وهي عل? استعداد للعمل ضد الارهاب اکثر من اي دولة اخر?. وقال رفسنجاني للصحفيين، عل? هامش استقباله وز?ر خارج?ة الدنمارك مارت?ن ل?دغارد، ان ا?ران ه? اکبر دولة ذهبت ضح?ة للارهاب وان الخبرة الت? نمتلكها ف? مكافحة الارهاب لا تملكها ا? دولة اخر? ولنا الاستعداد اکثر من اي دولة اخر? للعمل ضد الارهاب. وف? الرد عل? سؤال حول امکان?ة التعاون ب?ن ا?ران وام?رکا ضد جماعة داعش الارهاب?ة قال رفسنجاني، انه ?مكن التعاون ف?ما لو ابدت ام?رکا الصدق?ة من نفسها ولكن ذلك غ?ر ممکن اذا ارادت ممارسة الخداع. واضاف، ان داعش ال?وم ه? الجماعة الارهاب?ة الاکثر قساوة ولهذا السبب تستقطب شبابا اساءوا ال? سمعة الاسلام ف? العالم، لان الاسلام ل?س هكذا اطلاقا، مشيراً إل? ممارسات داعش ف? قتل وتهج?ر مئات الالاف من المسلم?ن والمس?ح??ن وغ?رهم، ومبيناً ان صورة الاسلام الحق?ق? تشوه ال?وم بسبب الجماعات المتطرفة ف? العالم. وقالرفسنجاني: لقد کنا مشترک?ن ف? محاربة زمرة الزرقاو? لكننا ف? سور?ا حاربنا زمرة داعش هذه الا ان ام?رکا کانت تدعمها. نحن نؤد? عملنا ونأمل ان تساعد ام?رکا والدول الاخر? من اجل تخل?ص شعبي العراق وسور?ا وسائر المسلم?ن ف? المنطقة من شرور هذه الجماعة الارهاب?ة. لكن مراقبين فسروا تصريحات رفسنجاني برغبة إيران في التدخل في شؤون دول المنطقة، وقالوا إن لإيران مصالح ومشاريع تحاول تنفيذها تحت ستار مكافحة الإرهاب، وخصوصاً تأجيج الفتنة الطائفية في بلدان المنطقة. من جانبه، هنأ مساعد وز?ر الخارج?ة ف? الشؤون العرب?ة والافر?ق?ة حس?ن ام?ر عبدالله?ان الشعب العراقي عل? اکمال المس?رة الس?اس?ة وتشك?ل الحکومة الجد?دة، وقال للوكالة الرسمية الايرانية (ايرنا): لقد حان الوقت ان تساعد دول المنطقة الحکومة العراق?ة عل? اجتثاث جذور الارهاب، في إشارة إلى تنظيمات الدولة الإسلامية. (النهاية) س.ش    

أكثر...