[right]اهتمت السينما المصرية منذ الخمسينيات وحتى الألفية الثانية، بمعالجة القضايا الجنسية التى يعانى منها المجتمع المصرى، وعلى رأسها "الكبت الجنسى" خاصة عند الرجال، حيث ألقى المخرج محمود ذو الفقار فى فيلمه "المراهق الكبير" بطولة عماد حمدى وهند رستم، الضوء على هذه المشكلة من خلال شخصية "أحمد" عماد حمدى، الكاتب المعروف والذى يقع فى غرام كل سيدة تقابله ويتبادل معها الحب، ورغم مكانة الرجل فى المجتمع الإ أنه ينسى نفسه ويداعب النساء فى الأماكن العامة لاستمالتهم نحوه وتكوين علاقة جنسية معهن، لكسر حاجز الكبت الذى يجتاح عواطفه.
ولم تغفل السينما عن مناقشة الكبت الجنسى عند الفلاح المصرى الذى دائما ينتابه شعور بالقهر والنقص فى كل شى من حوله، حيث تطرق المخرج يوسف شاهين للمشكلة فى فيلمه "الأرض" من خلال شخصية "دياب" على الشريف، عندما كان يشتهى حماره ويريد أن يجامعه من شدة الحرمان الذى يعانيه، وصنف هذا المشهد من أفضل المشاهد فى تاريخ السينما المصرية.

وتعمد الكاتب والأديب الكبير يوسف إدريس تعرية المضطرب جنسيا وفضحه أمام نفسه، من خلال فيلمه "قاع المدينة" بطولة نادية لطفى ومحمود ياسين، إخراج حسام الدين مصطفى، برسمه صورة لشخص يدعى "عبد الله" محمود ياسين، يعمل قاضيا، ولديه كبت جنسى، يضطر لإقامة علاقات محرمة مع أكثر من امرأة لإشباع رغباته ونزواته، يضطر فى النهاية لتقديم استقالته من منصبه بعدما يسقط من نظر نفسه.

ووجهت سينما الثمانينات صرخة شديدة للمجتمع المصرى، بتعمقها فى القضية، حيث كشف فيلم "المغتصبون" للمخرج سعيد مرزوق، وبطولة ليلى علوى، نزعة الجنس الصريح لدى الشباب المدمن، من خلال 5 مجرمين يعتدون على "صفاء" ليلى علوى أثناء توجهها إلى منزلها برفقة خطيبها، وينجحوا فى اختطافهما إلى مكان مهجور ويتناوبوا اغتصابها بعنف، ويفشل خطيبها فى إنقاذها، وتظهر بعدها "صفاء" وهى فى حالة مذرية لا تستطيع الوقوف على قدمها وتبكى بكاء هستيرى.

وفى فيلم "الأوباش" قدم المخرج أحمد فؤاد قصة مشابهه لفيلم "المغتصبون" حيث اعتدى 6 من المجرمين على هالة فؤاد، فى ليلة زفافها وأراد المخرج من خلال الفيلم أن يفضح تقاعس الشرطة وتغافل المجتمع عن هذا الأمر، بفشل أجهزة الأمن فى التعرف على الجناة.

بينما تعرض المخرج على عبد الخالق فى فيلمه "اغتصاب" للهوس الجنسى لدى الشباب، من خلال قيام 3 شباب هم "ممدوح" و"فهمى" و"شكرى" باختطاف الممرضة "عفاف" هدى رمزى حيث انتحلوا شخصية رجال شرطة وطلبوا منها النزول من "الميكروباص" التى كانت تستقله للتعدى عليها وإشباع رغباتهم الجنسية، وأكد المخرج من خلال العمل على تفاقم المشكلة وسط جمهور الشباب.

وبعد مرور 12 عاما على فيلم "اغتصاب" عاد المخرج على عبد الخالق لمناقشة الكبت الجنسى عند الشباب فى فيلمه "راندفو" بطولة سمية الخشاب إنتاج عام 2001، من خلال قصة "تهانى" سمية الخشاب بائعة الهوى مع "بكر" الشاب مدعى التدين، والتى تعرف طريقها لممارسة البغاء وتبدأ تستقطب الشباب المكبوتين جنسيا.

واعتبر المخرج محمد أمين فى فيلمه "فيلم ثقافى" أن البطالة التى يعانى منها الشباب لها تأثير كبير فى زيادة الكبت الجنسى لديهم، من خلال عرض 3 أشخاص كل ما يدور فى مخيلتهم مشاهدة فيلم جنسى، ويتضح من خلال الفيلم أن هذه الظاهرة لم تقتصر على الـ3 شباب فقط ولكن على جيل كامل، حيث ظهر هذا واضحا فى مشهد يصور فيه المخرج تزايد أعدادا الشباب المطالبين بمشاهدة الفيلم بشكل كبير.

وفى "مذكرات مراهقة" تطرقت المخرجة إيناس الدغيدى للضوابط المجتمعية وعلاقتها بالكبت الجنسى لدى الفتيات حيث عرضت قصة فتاة صعيدية تعانى من المعاملة القاسية من قبل أسرتها وتقوم بتزوير إمضاء والدها على وثيقة موافقة الأب، لتذهب لرحلة إلى الأقصر، وتتعرف على أحد الشباب الذى يغرر بها باسم الحب.
وفى فيلم "احكى يا شهر زاد" وضع الكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج يسرى نصر الله، نهاية للشخص الذى يستغل كبته الجنسى فى التغرير بالفتيات، من خلال "سعيد" الذى يجسده محمد رمضان وعلاقته بالثلاث أشقاء "صفاء" و"وفاء" و"هناء"، حيث يغرر "سعيد" بالفتيات الثلاثة ويعدهن كذبا بالزواج ويقيم علاقة غير شرعية مع كل واحدة منهن، وتكون نهايته القتل على يد أحداهن.