عادت الموصل إلى أهلها الشرعيين من الناحية النفسية والمعنوية وعلى وشك أن تعود أرضها وأهلها إلى أحضان العراق بعد أن خطفها المارقون والإرهابيون من الوطن، وساعدهم في ذلك الفاشلون من القيادات الامنية والسياسية سواء في محافظة الموصل أو في بغداد. وكلنا يتذكر كيف سقطت هذه المدينة بيد عصابة خبيثة من الدواعش في ساعات على الرغم من وجود الآلاف من أفراد القوات الأمنية بين شرطة وجيش وتشكيلات أخرى لديهم معدات متطورة من بينها طائرات ودبابات إبرامز التي لها قدرة على تأمين مسافة (3) كم في كل الاتجاهات. أسلحة متروكة ورتب عسكرية تملأ الطرقات وأموال تصل إلى نصف مليار دولار في مصارف المحافظة أستولى عليها داعش وصرفها لدعم مجهوده الإرهابي وعلى الرغم من هذا كله لم نشهد محاسبة من كان السبب ولم يُساءل أحد عن كل هذا، والأهم من الاسلحة سقوط المئات من الشهداء الذين كانوا ضحية هذه السياسات الخاطئة وربما المقصودة في بعض جوانبها. لكن اليوم وبفضل جيشنا الباسل المهني وقياداته الشجاعة باتت الموصل قاب قوسين أو أدنى من التحرير، فقد تحررت مئات القرى مع الأيام الأولى لبدء العمليات العسكرية، كما تقدمت جحافل قواتنا لتحرر الحمدانية وبرطلة ومحاصرة بعشيقة وربما مع نشر هذا المقال ستنضم عشرات القرى إلى المناطق المحررة بهمة الجيش العراقي. المؤكد أن الموصل ستكون مقبرة حقيقية لعناصر داعش وستتم تصفية أغلبهم في حين سيهرب بعضهم للإتحاق بقوى الشر في سوريا، والمتوقع المؤكد أن الأيام المقبلة ستشهد سيطرة كاملة لقواتنا الأمنية على أرض الموصل كلها، كما ستعود الثقة بين المواطن وبين الجيش العراقي الذي اثبت أنه جيش وطني ينتمي للعراق كله ولن نعد بعدها نكترث للأصوات النشاز التي لا تتمنى الخير للبلد وشعبه العراقي ولا تنتمي له، وسيضعون أنفسهم قريباً تحت المساءلة القانونية لأنهم أعتقدوا أن الأجنبي سيُسهم في منحهم موقع قدم في الخارطة السياسية، والمؤشرات تنبئ بتراجع أدوارهم وصعود حظوظ شخصيات أخرى وقفت مع الوطن وناصرت القوات الأمنية بتشكيلاتها المتعددة.