شبكة عراق الخير : بقلم صاحب الشريفي “Sahib Alsharifee” مقهى عباس منسي ايام زمان: المقاهي لم تكن للقاءات وتبادُل الأحاديث أو لعب الدومينو أو شرب الشاي أو النرگيلة فحسب وانما مكاناً للإبداع الأدبي والفني وحديثنا اليوم عن مقهى المرحوم عباس منسي المشهور أيام ستينيات القرن العشرين والكائن في شارع الجمهورية قرب تقاطع شارع العباس(الاورزدي القديم) وكان المقهى من ضمن خان أبو الدهن ومجاوراً لمحال(الجللچية). المرحوم عباس منسي من مواليد كربلاء – منطقة العباسية، وكان انساناً بسيطاً وطيب القلب وكسب ود ومحبة من عاشره. كان هذا المقهى ملتقى للعمال والكسبة وخاصة أصحاب الربلات وكان للفنانينحضور خاص في هذا المقهى، كان مقهاه يحوي على أجهزة التسجيل القديمة كالگرام(قوان) ومسجلات (أبو البكرة) نوع فلبس القديم وهي تصدح باغاني أم كلثوم وفريد الاطرش ومحمد القبنچي.
ويقال كان للمرحوم عباس منسي ولع مبكر في تقدير الأشياء من قيمتها الفنية والتأريخية. لذلك زينت جدران مقهاه بصور لها ذائقة ونكهة التأريخ الجميل من فنانين وملوك وشخصيات ووجهاء ومشاهير، ويقال أيضاً كان له هوايات كثيرة منها جمع الطوابع وكان عضو في(جمعية الطوابع والمسكوكات العراقية)، وكذلك هواية جمع اغلفة علب السكائر بانواعها.
كان يقدم لزبائنه القهوة والشاي والنرگيلة، وكان يعاونه على تهيئة واعداد الشاي(وجاغ الشاي) شقيقه حسين
منسي
والعمال (الهوه دارية) حسن وعبدالله، وكان يأتي الى مقهاه الفنانين والمطربين ومنهم المطرب المرحوم سعدي الحلي وكان
يصطحب معه شاعرا من أهل الحلة اسمه الملا محمد علي القصاب لغرض تسويق تسجيلات اغانيه التى كان
يحيها في حفلاته الغنائية، ومن أشهر قصائد الملا محمد علي القصاب والتي غناها المرحوم سعدي الحلي هي:
حبيب امك ماتقبل من احاجيك روحي معلكه بيك وامي مفرعه تدعي يا ابني يهديك روحي معلكه بيك.
ويقال ان المرحوم عباس كان مسوقاً له. وكذلك كان يرتاد المقهى المرحوم حميد الصيدلي وابراهيم الاعمى
وسعدي الحلي والشاعر الملا محمد علي القصاب لغرض احياء واقامة الحفلات.