تحمل ساعات الليل والنهار في النصف الشمالي من كوكبنا معها وعدًا مميزًا هذا الأسبوع، حيث ينتظرنا حدث فلكي مهم ومثير للدهشة في الأمس يوم الأربعاء، تحققت لحظة مميزة تعلن بداية فصل الربيع الفلكي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفقًا لتوقيت مكة المكرمة، ستحدث الاعتدال الربيعي في الساعة 06:06 صباحًا، حيث ستصل أشعة الشمس عموديًا على خط الاستواء، وستشهد المناطق المتواجدة على الاستواء توزيعًا متساويًا للحرارة والإضاءة، بينما ستتلقى المناطق الواقعة شمالًا وجنوبًا عن الاستواء أشعة الشمس بزاوية مائلة، حيث تتناقص من 90 درجة على خط الاستواء حتى تصل إلى الصفر في القطبين. ويعود ذلك لميل محور الأرض بزاوية 23.5 درجة.
إقراء أيضًا: التحول المناخي الذي يهدد البشرية
الاعتدال الربيعي بداية فصل الربيع
وقد أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، السيد ماجد أبو زاهرة، أن هذا الحدث الفلكي يمثل بداية فصل الربيع الفلكي، وهو موسم النمو والتجدد في الطبيعة. ودعا الجميع للاستمتاع بمشاهدة هذا الظاهرة الطبيعية الخلابة والتأمل في جمال الكون وتناغمه الرائع.
وأضاف ماجد أبو زاهرة أن هذا الانحراف في محور الأرض يعتبر السبب وراء تغير فصول السنة، فعندما يكون النصف الشمالي للأرض مائلاً نحو الشمس، يحدث الاعتدال الربيعي في النصف الشمالي، بينما يكون النصف الجنوبي للأرض مائلاً عن الشمس، مما يتسبب في حدوث الاعتدال الخريفي في النصف الجنوبي.
وعند حلول الاعتدال الربيعي، يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية زيادة تدريجية في ساعات النهار، حيث يزداد طول النهار ويقل عملياً طول الليل، وتتساوى القوة الشمسية على كافة المناطق الواقعة على خط العرض الاستوائي، ما يعني أن الحرارة والإضاءة توزع بتساوٍ على هذه المناطق.
من جهة أخرى تتلقى المناطق الواقعة شمال وجنوب الخط الاستوائي أشعة الشمس بزاوية مائلة، فكلما اتجهنا شمالاً أو جنوباً عن الاستواء، يقل انحراف الشمس عن العمودية، وتتناقص الزاوية التي تصل بها أشعة الشمس من 90 درجة على خط الاستواء حتى تصل إلى الصفر في القطبين.
ويعتبر هذا الانحراف في محور الأرض والتوزيع المائل لأشعة الشمس هو السبب وراء اختلاف درجات الحرارة ومواسم السنة في مناطق العالم المختلفة، ففي فصل الربيع، تبدأ درجات الحرارة في النصف الشمالي بالارتفاع تدريجياً، مع تزايد ساعات النهار، مما يسهم في انبثاق الحياة والنمو في الطبيعة.
وبهذا، يكتمل الوصف الشامل للظاهرة الفلكية للاعتدال الربيعي وتأثيره على الأرض ومواسمها، حيث يعد الاعتدال الربيعي لحظة مهمة في التقاطع بين الفصول، حيث تنتقل الشمس من النصف الجنوبي إلى النصف الشمالي للكرة الأرضية، مما يتسبب في ظهور تغيرات في ساعات النهار ودرجات الحرارة.
تنظر إلى الاعتدال الربيعي على أنه نقطة في مدار الأرض حول الشمس، ويعتبر أيضًا مرجعًا لحظة مرور الشمس ظاهرياً فوق خط الاستواء السماوي، مع التحول من النصف الجنوبي إلى النصف الشمالي للكرة السماوية عمومًا، يفترض أن تكون مدة النهار والليل متساوية، حيث تدوم كل منهما 12 ساعة ومع ذلك هذا لا يحدث تمامًا بسبب عوامل مثل شكل الشمس والانكسار الجوي.
فيما يتعلق بشكل الشمس، فإنها قرص دائري وليست نقطة ضوئية، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الشمس بنحو 0.5 درجة فوق موضعها الهندسي الحقيقي عند اقترابها من الأفق. كما يلعب الانكسار الجوي دورًا، حيث يرفع الغلاف الجوي للأرض موضع الشمس بمقدار 0.5 درجة، مما يتسبب في تقدم شروق الشمس وتأخر غروبها بما يقرب من 6 دقائق وبالتالي، يحصل يوم الاعتدال الربيعي على مزيد من ضوء النهار.
إقراء أيضًا: سنة 2024 السنة الكبيسة ماذا يعني
الفجر أصبح مبكراً
وبالنسبة للمراقبين للسماء، سيلاحظون أن الشمس تشرق وتغرب من النقاط الأصلية في الشرق والغرب على التوالي، وسيكون الفجر مبكرًا وسيتأخر غروب الشمس، ويمكن مراقبة تغير مسار الشمس الظاهري في السماء يومًا بعد يوم حيث يتحرك نحو الشمال، وبعد عدة أسابيع من الاعتدال الربيعي، ستشرق الشمس من الشمال الشرقي، وذلك بسبب تغير موقع الأرض في مدارها حول الشمس، مما يؤدي إلى تغير نقاط الشروق والغروب في السماء نحو الشمال.
ويستمر فصل الربيع فلكيًا لمدة 92 يومًا و17 ساعة و44 دقيقة حتى وقت الانقلاب الصيفي في 20 يونيو المقبل. وبهذا ينتهي الوصف الكامل للظاهرة الفلكية للاعتدال الربيعي وتأثيراته على الأرض وفصول السنة.
