ظهور النور من قبر المسيح في كنيسة القيامة ففي قلب مدينة القدس العتيقة، حيث تتشابك الأزقة الضيقة وتتعانق الروائح والتقاليد، تبرز كنيسة القيامة كواحدة من أهم المعالم الدينية في العالم المسيحي. إنّ هذه الكنيسة، التي تحتضن في جنباتها تاريخًا يمتد لقرون، ليست مجرد بناء من الحجر؛ بل هي مركز روحي ومقصد للحجاج والزوار من مختلف أنحاء العالم.
عند الدخول من أبوابها الثقيلة، يشعر الزائر بأنه ينتقل عبر الزمن، ليعيش تجربة فريدة من نوعها. السقوف المرتفعة والجداريات القديمة والأيقونات المقدسة تعكس جمال العمارة القديمة وتروي حكايات عن العصور الماضية. في كل زاوية، يكمن جزء من التاريخ، وكل ركن يحمل قصصًا عن الإيمان والصمود.
وتُقام في كنيسة القيامة طقوسٌ دينية مميزة، تجذب المئات من المؤمنين كل عام. تُعبر هذه الطقوس عن انتصار الحياة على الموت، وتبعث برسالة أمل للإنسانية. ففي كل عام، خلال الاحتفالات بعيد القيامة، تتجمع حشود المؤمنين لإحياء ذكرى قيامة السيد المسيح، ويضيئون الشموع داخل الكنيسة لتغمر الأضواء المكان، وكأنها تعلن عن فجرٍ جديدٍ ينبثق من ظلمة القبر. يتردد صدى التراتيل والأناشيد الدينية بين الجدران، مما يضفي جوًا من الرهبة والسكينة.
وهكذا، تظل كنيسة القيامة رمزًا للإيمان والأمل، ومكانًا يستقطب الزوار من مختلف الديانات والثقافات، حيث يأتي الجميع بحثًا عن السلام الروحي وعن لمسة من القداسة. إنها ليست مجرد كنيسة؛ إنها جسر يربط بين الماضي والحاضر، وبين الإنسان والسماء.
اقرأ المزيد: من هو ابراهيم العرجاني رئيس القبائل
معجزة ظهور النور من قبر المسيح
يوم سبت النور، الذي يسبق عيد الفصح المجيد، يتجمّع المسيحيون من مختلف أنحاء العالم في كنيسة القيامة، منتظرين بفارغ الصبر لحظة ظهور النور المقدس. يبدأ الاحتفال بفحص دقيق لقبر السيد المسيح للتأكد من خلوّه من أي مصدرٍ بشريٍّ للنّور. ثمّ يدخل بطريرك القدس الأرثوذكسي إلى القبر حاملاً 33 شمعةٍ مُطفأةٍ، تُمثل سنين حياة يسوع المسيح.
وبعد صلواتٍ خاشعةٍ، يخرج البطريرك من القبر حاملاً الشعلة المُضيئة، إيذانًا بظهور النور المقدس. ينتشر نورٌ أزرقٌ ساطعٌ من داخل القبر، مُنيرًا الكنيسة بأكملها. يبدأ المؤمنون بإضاءة شموعهم من الشعلة المُباركة، حاملين معهم نور المسيح إلى بيوتهم.
اقرأ المزيد: وفاة الامير بدر بن عبدالمحسن ال سعود
دلالة المعجزة
يُعدّ ظهور النور المقدس معجزةً إيمانيةً راسخةً لدى المسيحيين، تُجسّد انتصار المسيح على الموت، وقيامته من القبر. يُؤمن المسيحيون أنّ هذا النور هو رمزٌ للإيمان والأمل، ونورٌ يُنير دروبهم في الحياة.
وفي الختام معجزة النور المقدس ليست مجرد حدثٍ دينيٍّ فحسب، بل هي رمزٌ للوحدة والأمل والتسامح. تُجمع هذه المعجزة المسيحيين من مختلف أنحاء العالم، وتُؤكّد على رسالة المسيح القائمة على المحبة والسلام.
اقرأ المزيد: المعلق الاماراتي فارس عوض اذا كان حبي للعراق جريمه فاعتبروني اول مجرم
