يعد جبل يذبل أعلى قمم الجبال في نجد ويسمى الآن جبل صبحا إذ يبلغ ارتفاعه 1524متراً فوق مستوى سطح البحر، ويقع على بعد 125كم جنوب غرب مدينة القويعية وهو جبل مكون من الصخور الجرانيتية التي تمتاز بلون يميل إلى الحمرة وتخترقها مجموعة من الأودية والشعاب،وقد تغنى به الكثير من الشعراء في العصر الجاهلي:
فقد قالت الخنساء:
أخو الجود معروف له الجود والندى
حليفان ما قامت تعار ويذبل
يقول الملك الضلِّيل امرؤ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سُدُولَهُ - عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فُقلتُ له لمّا تمطَّى بصُلْبه - وأردف أعجازاً وناءَ بَكْلكَل
ألا أيُّها الليلُ الطويلُ ألاَ انجلي - بصُبْح وما الإصباحُ منكَ بأَمْثَل
فيالكَ من ليل كأنَّ نجومَهُ - بكُلِّ مُغَار الفَتْل شُدَّتْ بيذْبُل
فهو يشبه الليل ببحر لا مُتَناه وأمواجه تفيض على الشاعر بالهموم فوق ما هو مهموم، كأنَّما الليلُ يصيبه بجَهْد البلاء.. وهذا الليل يتمطَّى كأنه جملٌ هائل قد ناخ عليه بكلكله «صدره» وناخ على الأرض كلها.. فلا يبرح ولا يتزحزح ولا يريم.
وبعد أن يُشَخِّص الليل يصرخ به: ألا أيَّها الليل الطويلُ ألا انجلي!.. ولكنها صرخة تضيع في الصحراء التي غشاها الليل، والليل أصم.. الليل أيضاً بلا قلب.. ويبدو أنه بلا قدمين فهو لا يسير.. حتى نجومه لا تتحرك من مواقعها ولو قليلاً فامرؤ القيس يراقبها ويراها وتومض ولكن بلا حركة.. كأنما رُبطت هذه النجوم بأشد الحبال إلى جبل يذبل الذي يمنعها من الحركة، ويمنع الليل من المسير.
وقال البكري في معجمه: قال يعقوب: يَذْبُل: جبل. طرف منه لبني عمرو بن كلاب، وبقيته لباهلة قال يعقوب: ويقال له: يَذْيُلُ الجُوع، كأنه أبداً مجدب
إطلالة من ربوة مرتفعة على مشارف صبحاء , ما أجملها من طبيعة
منقوووووووووووول