(( الحلقة الرابعة عشر ))
الجزء الأول
مكث عبد السلام محمد عارف في سجن رقم 1
الكائن في منطقة الباب المعظم
وهدم في وقت لاحق
ومكانه اليوم مبنى وزارة الصحة حاليا .
وهناك سجن أخر يسمى رقم 1 في معسكر الرشيد العسكري
يروي العقيد عبد السلام أيام سجنه ويقول :
(( في أحد الأيام
جاءني ضابط صغير من ضباط السجن
وبكل وقاحة
أخذ يسبني ويتهمني
بأنني أنا الذي حرضت الشواف على الثورة ))
والضابط يقصد
ثورة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف
قائد اللواء الخامس وآمر حامية الموصل
وسميت ( ثورة الشواف )
أو ( ثورة الموصل القومية )وجرى ذلك عام 1959م .
وسنأتي على ذكرها في موضوع مستقل
المهم يكمل عبد السلام روايته ويقول :
(( وفي كل أمسية
كانوا يأخذونني معهم
لأرى العذاب الوحشي الذي يتعرض له المعتقل
وكان شيئا فضيعا يفوق الوصف
والأجساد تسيل منها الدماء
والعيون لا تقوى على الحركة
والأفواه فاغرة بشكل هستيري .....
وأعود إلى زنزانتي
وأشباح الأحرار تلتف حولي
أكاد أفقد عقلي
وأهرب إلى كتاب الله
وفي أحدى الأمسيات أطل عبد الكريم قاسم برأسه
وأنا داخل زنزانتي ونظرت إليه بعينين ثابتتين
فإذا به يحول وجهه فلم أبادله حرفا واحدا
واتجهت إلى النافذة التي تقع في اعلي الزنزانة
والمصحف في يدي
ووقف عبد الكريم قاسم على باب الزنزانة وهو يسألني :
(( هل تريد أبلاغ شيء لأهلك ...
هل لك توصية لهم ؟ ))
وقلت له :
(( ليس منك التوصية ...
الله عز وجل يرعاهم ))
فالتفت عبد الكريم قاسم بعصبية إلى الحراس
وقال لهم :
(( احلقوا له شعره ... الإعدام غدا ))
والواقع أن عبد السلام عارف كتب رسائل عديدة إلى عبد الكريم قاسم
وهو في سجنه
يستعطف الزعيم عبد الكريم
(( بحق الأخوة التي جمعتنا في الماضي
أن لا تصدق الوشايات
والأقاويل التي تحاك ضدي))
أو
(( أطلق سراحي لأن أولادي بحاجة ماسة لي ))
من وجد هذه الرسائل ؟
إلى حلقة أخرى