نَشْري لِأهْلِ البيتِ في قَصْدٍ نَدي
وصلاةُ منّي بالسّلامِ الأحْمَد ِ !
ما هَمَّني غيرُ اتِّباعِ طريقِهِمْ
حتّى وإنْ كانَ الطّريقُ بِمُجْهِدي !
فَحلاوَةُ الصّبْرُ الجميلِ بِحِصْنِهِمْ
والصّبْرِ عندي كالبسيطِ الأبْرَد ِ !
إذْ أنَّ صَبْري في الحياةِ أظُنُّهُ
ما كانَ صَبْراً في المُصابِ الأسْوَد ِ !
فمصائِبي جَنْبُ الطُّفوفِ تَفاهَةٌ
ما كنتُ فيها كالزُّهيرِ بِمَقْعَد ِ !
ومصائبي ، والجُلُّ مِثْلَ مصائبي
يومٌ تعيسٌ قدْ يكونُ بِمَرْقَدي !
يَتْلوهُ يوماً آخَراً بِحلاوَةٍ
فيهِ الهناءُ بِراحَةٍ وتودُّد ِ !
والنّاسُ تَمْرَحُ في الحياةِ وتَرْتَجي
فيها البِناءَ لِشاهِقٍ مُتَعَدِّد ِ !
والطَّفُّ ما كانَ الهناءُ بِشِكْلِهِ
بَلْ كانَ نَزْفاً دائِماً بِتَنَهُّد ِ !
فيهِ الصّحابُ تَعانَقوا لِقضيّةٍ
فيها الحُسينُ إمامُهُمْ والمُهْتَدي !
صَبَروا على ضَرْبِ السّيوفِ بِيومِها
ومَضَوا لِعُنوانِ الشّهادةِ بِاليَد ِ !
والحَرْقُ بَعْدَ رَحيلِهِمْ لِخيامِهِمْ
والسَّبْيُ كانَ بِأهْلِهِمْ في المَشْهَد ِ !
والطَّفُّ عنوانُ الخلودِ ومَجْدِهِ
فيهِ الصِّعابُ تَجَلْبَبَتْ كالمُرْعِد ِ !
لكنَّما الأهْلُ ، الصّحابُ توطّنوا
لِلموتِ حَقّاً باليَقينِ السّرْمَدي !
والنّاسُ في هذا المَقامِ بِجُلِّها
لمْ يَأتِ فيها ما جرى لِلْمُقْعَد ِ !
أوْ لِلعقيلَةِ والنِّساءِ وطِفْلَةٍ
فَرّتْ بِثوبٍ حارِقٍ كالموقِد ِ !
فالطَّفُّ لا يومٌ كمِثْلِهِ ها هُنا
الدَّرْسُ فيهِ لِعِبْرَةٍ وتَجَلُّد ِ !