العراب - مقالة لعامر العمار
العــــــــــــــــــــــــــراب
لن يمر شئ يضمره اعداء الاسلام واعداء العراق دون ان يظهره الله ولو كره الخائنون .... منذ ان خلق الله الخليقة وكان حصة العراق المجد والخلود على مر الازمنة وشرَفه بأن يكون الشمس المشعة للحضارة والانسانية والمدنية , وهذه الامور كانت مدعاة للكره والحسد للعراق وشعب العراق ... كما ان القول للأسلاف من العرب المسلمين حيث قالوا بأن العراق هو جمجمة العرب وكرامة العرب وتمويل العرب لما يمتلكه العراق من مقومات الازدهار واستمرارية الحياة , الا ان بعض من حقد على العراق اراد وبدفع من الحاقدين ان يجعل الرسالة المحمدية في غير العرب ليعلن وبكل استخفاف ان العلم في الدين والسياسة والحياة لابد ان تستقى من ايران بعد النقاش الحاد الذي حدث في البرلمان التافه الذي يقوده ثلة من المندسين والمنتفعين ويهيمنون على مقدراته وقراراته , كان هذا ما حدث في التاسع عشر من آب بعد اعتراض حيدر الملا على نشر صور للخميني واحمد خامنئي في ساحة التحرير معلنين ان هذين هما رمز العراق امتهانا بالعراق العظيم الذي كان له الحظوة في ان يكون ممرا ومعبرا لدحر الامبراطورية الفارسية ونشر الدين الاسلامي في تلك البقاع الكافرة ليمن الله عليهم ان هداهم للأيمان بقيادة جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن احد من هؤلاء الجند فارسيا او اعجميا وانما كان عربيا ناطقا بلغة القرآن مثل ما كان العراقيون عرب ينطقون بلغة القرآن , هذا فضلا ان العراق كان يتحلى بسيادة كاملة على ارضه وشعبه منذ ان خلقه الله الى ان قدم الوافدون من حضن ايران ليتمكنوا من شعب العراق وثرواته وقيادته من خلال الساذجين من الشعب الذين صور لهم الوافدون بأن ايران هو مهبط الوحي وقبلة الله في الارض بدلا من مكة المكرمة والمدينة المنورة ليجعلوا منهم اربابا في الارض يشتركون في القدرة والمثابة مع الله سبحانه وتعالى وهم من اكثر الناس طمعا وحسدا في اعتلاء السلطة والتحكم بمقدرات الشعوب الربانية وعن طريقها يتمكنوا من الهيمنة على عقول المسلمين الساذجين الذين لازالوا ولن يتوقفوا عن امور اعتبرها الاسلام من الاشراك وايذاء النفس البشرية التي كرمها الله تحت اعذار واهية وغير مقبولة لو عرضناها على الفكر الانساني المتطور والمتجدد المنساق نحو العلم والمعرفة ليكتشف مكنونات ما قضى الله به في ان يكون الانسان عاملا فاعلا به يحاولون ايقاف الفكر الالاهي وتشتيت العقول وحرفها عن الواقع الحقيقي للإنسان المسلم بوسائل ما أنزل الله بها من سلطان . وبعد المنازلة في البرلمان والاعتراض على رأي حيدر الملا وانتهاء شوط الملاكمة بينه وبين احد نواب دولة القانون تكالبت القوى المعارضة لحيدر الملا تحت مقولة انصر اخاك ظالما او مظلوما وكان اخرها ان ظهر العراب ليعلن النبأ المهم الذي اراد من الساذجين ان يلتفوا حوله بدعاية انتخابية مفضوحة يمر بها من خلال الساذجين حينما يوحي اليهم بان الخميني واحمد خامنئي هم من يمثلون الحوزة ومن يجب الايمان بهم والعمل بما يشرعونه من مبادئ هدامة وصورهم بانهم وكلاء الله في الارض ويطلب من الملا ان يعتذر للخميني واحمد خامنئي لأنه عراب الوافدين من ايران ولأيران الفضل الكبير عليه في ايصاله الى ما هو عليه فليس من المعقول ان يوفي دينه بغير الوقوف الى جانب وكيلي الله في الارض خامنئي وخميني ...
ربما يتساءل من يتساءل وما علاقتي بهذا الموضوع وما هو سبب انشائي هذه المقالة اقول ...
اولا: ان عمل وفكر الخميني والخامنئي كان سياسيا بحتا من اجل تدعيم تصدير الثورة الايرانية الى دول الجوار لبث الفكر الواحد ولا طائفة يجب ان تحل غير طائفته ويجب ان تخضع جميع الطوائف لما يحمله من فكر وشريعة لان عرابنا يؤمن به إيمانا قاطعا ومادام يؤمن به فأن الشعب العراقي يجب ان ينحى منحاه ومن يخالف فانه كافر وابن كافر وابن كافرة
الثاني : لان عرابنا حسب ما أتضح من خلال تصريحه انه يعمم ولاية الفقيه التي هي فكر الخميني والخامنئي والتي يعارضها فقهائنا الشيعة كالسيد السيستاني وكل من يعتنق الطائفة الشيعية في العراق عدا الوافدين الموالين لفكر العراب .
الثالث : ان العراق بلدا وشعبا لم يخضع في يوم ما الى احد يخالفه الانتماء ويقف دون حريته في التفكير ولم يخضع يوما الى حاكم متسلط متجبر او امير يحكم بمالايرتضيه الشعب حتى اطلق عليه ( انه الشعب الذي لا يصبر على طعام واحد ) بسبب كثرة اعتراضه على الحاكم الذي لا يتوافق فكره مع فكر الشعب لان شعب العراق صعب المراس بسبب ما يحمله من ابجديات الحضارة والانسانية والتطلع الى ابعد ما يتطلع اليه الانسان بسبب اصالته لأنه الشعب الوحيد الذي ضل محافظا على انتماءه ونبالته وكرمه التي استقاها من منشأ الامة العربية (قحطانية وعدنانية ) ولايمكن ان يتخلى عنها مهما كانت الظروف والمصاعب .
رابعا واخيرا : ان ايران لم ولن تشكل للعراقيين اي دافع من دوافع الأخوة في الاسلام واحترام الجار والابتعاد عن الطمع بالعراق منذ ان خلق الله الخليقة فهي من كانت ولازالت الطامع الاكثر جشعا بالعراق والدلائل كثيرة لو عدنا الى تاريخ الصراع بين العراق وايران .
وهنا احاول ان اختم مقالي هذا بأن انصح العراب ( ابراهيم الاشيقر ) بأن ينساق وراء متطلبات الشعب العراقي ان كان عراقيا ويدافع عن سيادة العراق ان كان عراقيا ويوقف الطائفية ان كان عراقيا ويساهم في الوقوف ضد المذابح في العراق ان كان عراقيا ويحث على تلبية مطالب الشعب العراقي ان كان عراقيا ويسهم اسهاما كاملا في بناء العراق والتوصل الى ازدهاره ان كان عراقيا ويتمسك بالحوزة العراقية التي هي انبل وابعد فكرا من الحوزة الايرانية في قم ان كان عراقيا فأن ما يمتلكه العراق هو شرف مراقد علي بن ابي طالب والحسين والعباس والكثير من آل بيت رسول الله عليهم السلام فمن كان يؤمن بولاية سيدنا علي بن ابي طالب كان جديرا به ان يؤمن بمن تربى على فكر الامام علي بن ابي طالب عليه السلام لا يؤمن بأفكار مستوردة لا تتوافق مع امامة سيدنا علي بن ابي طالب ولا بما جاء به سيدنا رسول الله ( وما جاء به الرسول فخذوه ) ولم يقل القرآن الكريم وماجاء به الخميني او الخامنئي فخذوه ... ((( تريث ايها العراب فنحن نؤمن ان الزمن كفيل بأن يكشف ولاءك وولاء امثالك وها انت تكشف نفسك لتصبح عبعاب ( بدلا من عرابا ) ))) والله من وراء القصد .
المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى الرأي والرأي الاخر
رد مع اقتباس
المفضلات