المخابرات الامريكية تكشف عن وثائقها في عهد السادات تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

بغداد ( المستقلة ).. أثارت الوثائق التى أفرجت عنها وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية الـ”CIA” بشأن مصر عقب حرب تشرين واتفاقية”كامب ديفيد”، جدلاً واسعاً بين المحللين العسكريين والسياسيين المصريين، وفتحت الباب على مصراعيه للحديث بشكل أكثر جدية عن العلاقة القديمة بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين”المحظورة” من ناحية ودور ليبيا بقيادة رئيسها السابق معمر القذافى فى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات ومحاولة اسقاطه بمعاونة الإخوان. فيما رأى محللون عسكريون ذوو صلة بالعمل المخابراتى، أن اخراج تلك الوثائق فى التوقيت الحالى يؤكد قدم العلاقة بين الإخوان والأمريكان، وتلقى الأولى أموالاً من ليبيا لإسقاط الرئيس السادات، كما طالبوا بضرورة عكوف المخابرات المصرية على دراسة تلك الوثائق للتأكد منها والوقوف على السبب الرئيسى لإخراجها. فيما استبعد الدبلوماسى الدكتور ابراهيم يسرى وجود علاقة بين الإخوان وليبيا بشأن مقتل السادات، مؤكداً أن تلك الوثائق ضمن سلسلة من حملات التشوية لجماعة الإخوان المسلمين”المحظورة”. وقال اللواء كمال عامر، رئيس المخابرات الحربية السابق، إن الوثائق التي أفرجت عنها أخيرا وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA”، تؤكد قدم العلاقة التي ربطت الولايات المتحدة الأمريكية بجماعة الإخوان المسلمين”المحظورة”، وهو ما يتجلى بوضوح في الوثيقة التي تؤكد تلقي الإخوان المسلمين دعما خارجيا آنذاك للتخلص من نظام السادات. واستبعد “عامر”  أن يكون إقدام الـ “CIA” على هذه الخطوة بهدف سياسي، و قال: “الأمر يتلخص في أن الوكالة أخرجت كما كبيرا من الوثائق التي انتهت مدة الحفظ الرسمية لها المحددة بـ 30 سنة في بعض الدول و 20 في دول أخرى، إلا أن الصحف سلطت الضوء على عدد من الوثائق التي تلتقي مباشرة مع تفاصيل الواقع السياسي الذي تعيشه مصر الآن، فقط من أجل ارتباطها بالمشهد الذي يحدث وليس بالضرورة أن يكون من أجل هدف آخر”. ومن جانبه دعا أحمد حسام خير الله، وكيل أول جهاز المخابرات العامة الأسبق، أجهزة المخابرات المصرية للعكوف على دراسة الوثائق السرية لاتفاقية كامب ديفيد التي كشف عنها الـ “CIA” – الاستخبارات الأمريكية- مؤخرا، لافتا إلى أنها تحتاج لفحص دقيق للوقوف على الهدف الرئيسي وراء إخراجها الآن. وأوضح “خير الله” أنه بشكل عام فإن هذه الوثائق التي أخرجتها استخبارات أمريكا مضى عليها أكثر من 30 عاما، ومن القواعد الثابتة في العمل المخابراتي في كل دول العالم أن الوثائق تحفظ لمدة 30 عاما، عدا مصر التي تحفظ الوثائق لـ50 عاما، وبعد انقضاء هذه المده يصبح الكشف عنها جائزا لا مشكلة فيه، إلا أن التوقيت الذي تختاره الدولة للكشف عن مثل هذه الوثائق غالبا ما يكون موظفا لخدمة أهداف وتوجهات بعينها. وتوقع “خير الله” أن تكون هذه الخطوة قد تمت في إطار تعديل الولايات الأمريكية المتحدة لسياساتها مع مصر لا سيما وأنها غير سعيدة بالعلاقة النامية بين مصر وروسيا ولن تكون سعيدة بفتح المجال أمام النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط. وفى سياق آخر كذب ابراهيم يسري، الدبلوماسي السابق و عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، وثائق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “CIA” التي زعمت تلقي الإخوان المسلمين دعما ليبيا في زمن السادات لقتله وإسقاط نظامه. قال يسري: إنه في تلك الفترة كان نظام “القذافي” يحكم ليبيا ، وكان لا يكره السادات قدر كراهيته وبغضه للإخوان المسلمين ما يجعل هناك استحالة في تصديق هذه الوثائق. وأضاف “يسري”  أن الوثائق المفرج عنها خرجت باتفاق مصري أمريكي وتعاون كامل من أجل استكمال تشويه صورة الإخوان المسلمين، لافتا إلى أن كافة ما يثار حول توتر العلاقة بين الجانبين المصري والأمريكي مشكلات مفتعلة ،وتدخل روسيا في المشهد هو أحد أشكال تقسيم الأدوار لا سيما وأنه يوجد تعاون روسي أمريكي مستمر ومعروف على مستوى العالم كله. وأبدى الدكتور ناجح إبراهيم القيادى السابق بالجماعة الإسلامية ، توقعات كبيرة بأن يكون تأييد الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون لثورة 30 حزيران سببًا رئيسًا وراء إخراج ما يمتلكه الـCIA من وثائق تخبر عن تلقي الإخوان المسلمين دعمًا ليبيًا في زمن الرئيس السابق محمد أنور السادات لقتله والتخلص من نظامه. وأضاف “إبراهيم” أنه من المنطلق ذاته قد تكون وكالة الاستخبارات الأمريكية تسعى إلى محاربة موقف الجمهوريين والرئيس الأمريكي باراك أوباما الداعم للإخوان المسلمين وأن تظهر من خلال هذه الوثائق أن موقف أوباما يخصه وحده ولا يمثل موقف الإدارة الأمريكية، وبالتالي تكون قد ضربته في مقتل. وقال: “على الرغم من أني لا أستبعد أن يقدم “القذافي” مساعداته لأي خصم من خصوم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، إلا أنني أتشكك فيما أثارته الوثائق حول دعمه للإخوان من أجل الخلاص منه، لأن القذافي كان كثير الكلام، ولو كان فعلها حقاً لكان ذكر ذلك مرارًا وردده تكرارًا في المواقع والمحافل المختلفة”. ولفت إلى أن الثابت تاريخيًا في هذه الواقعة أن مرتكبيها مشتركون من عناصر الجهاد والجماعة الإسلامية. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA” قد أفرجت عن 250 وثيقة سرية في 1400 صفحة تتعلق باتفاقية كامب ديفيد التي شارك فيها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عام 1979 مع قادة مصر وإسرائيل. وأخبرت إحدى الوثائق السرية للمخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” عام 1976 عن أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تمثل تهديدًا على نظام الرئيس الراحل “أنور السادات”، حيث كانت تمتلك أموالاً وأسلحة حصلت عليها من ليبيا لزعزعة استقرار مصر. وأكدت الوثيقة التي أفرجت عنها المخابرات الأمريكية وترجع إلى حزيران 1976، أن الإخوان المسلمين يتلقون أموالاً وأسلحة من ليبيا وأنهم يعملون على التغلغل في مؤسسات الدولة، ويشكلون الخطر الحقيقي على مصر ونظام السادات. (النهاية)

المخابرات الامريكية تكشف عن وثائقها في عهد السادات تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...