الإنسان بطبيعته كائن اجتماعى، و بحاجة إلى الشعور بالحب والانتماء والتقدير ممن حوله، فالشخص الوحيد يعانى دائما من القلق والملل والوحدة والعصبية وعدم تقدير الذات، العلاقات الاجتماعية توفر للإنسان الشعور بالسعادة والاطمئنان والأمان والراحة النفسية، وبالتالى تنتج شخصية سوية متزنة نفسيا وصحيا .

تنوع العلاقات الاجتماعية يعتبر من عوامل النجاح فى الحياة الزوجيةن لأنها لن تخنق الزوج أو الزوجة، وستمكن كل منهما من اكتشاف جوانب جديدة فى ذاته وشخصيته من خلال أصدقائه، وفى عصرنا الحالى أصبح هناك الكثير من المتغيرات، فلا زواج مضمون العمر كله، ولا عمل يدوم للنهاية، لذا أصبح من الضرورى أن ينسج الإنسان شبكة من العلاقات الاجتماعية تحميه من السقوط فى بئر الوحدة، وكما نستثمر المال ليحمينا من تقلبات الزمن، كذلك علينا أن نستثمر الوقت فى إقامة علاقات اجتماعية ناجحة.

التواصل الاجتماعى أصبح ضرورة ملحة، وحاجتنا إلى تكوين علاقات اجتماعية، أصبح أقوى من ذى قبل، لكن علينا أن نتمتع بالوعى والحذر واتساع الأفق، لأن طبيعة الإنسان أنه لديه رغبة فى الاستقلال بذاته والشعور بحريته، ورغم ذلك لا يستطيع أحد أن يعيش بمنأى عن الأخرين، ولكى نقيم علاقات ناجحة نحتاج لبعض المهارات الاجتماعية التى تساعدنا على اكتساب الأصدقاء والحفاظ عليهم، كالدعم المعنوى والمجاملة والتعبيرعن الحب والالتزام بشروط الصداقة إلى جانب الثقة والاهتمامات المشتركة، والتكييف والتنازل بحدود.

إن تعدد العلاقات الاجتماعية ترضى احتياجات الإنسان، فاكتشافه لأنماط مختلفة من الناس تمكنه من التعامل مع أنماط مختلفة من الشخصيات، لذلك يجب ألا تنحصر فى علاقات من نوع واحد، بل كلما كانت العلاقات متنوعة كلما كانت أفضل، فيكون فى حياتنا مكان للأصدقاء، وزملاء العمل، والجيران، وزملاء الدراسة، والعائلة، إلى جانب المشاركة فى خدمات اجتماعية كالانتماء لجمعيات خيرية أو دار للمسنين أو ملاجىء الأيتام، بهذا التعدد فى العلاقات الاجتماعية نكتسب نوعا من الاستقلالية، بعيدا عن إطار العائلة والعمل.

وسيظل السؤال يطرح نفسه كيف أحصل على حريتى واستقلالى، وأنا مطالب بنوع من الالتزام تجاه العلاقات الاجتماعية، إلى جانب أنه كلما كثرت العلاقات، كلما قل الالتزام، الإجابة بسيطة، وهى أننا لكى نشعر بالاستقلالية والحرية الشخصية، وبالتالى بالسعادة من خلال وجود علاقات اجتماعية تربطنا بالآخرين، علينا أن نكون متوازنين ونضع حدود خاصة بنا لا يتجاوزها الآخرين، ونعمل جاهدين للحفاظ على عدم تخطيها، وفى نفس الوقت نعبر عن أهدافنا ورغباتنا وما يزعجنا و ضرورة تنظيم العلاقة بيننا وبين الآخرين، بحيث لا يكون هناك فرض لنوع من السيطرة من أحد الأطراف، بل يكون هناك ثقة والتزام.
يقول أحد علماء النفس، إن نجاح أى علاقة يعتمد على أساس التوافق بين أهدافنا وأهداف الطرف الآخر، والأستعداد لبذل جهد لمساعدة الطرف الآخر لتحقيق أهدافه.








أكثر...