يحيى الفلسطينيون هذه الأيام، الذكرى الخامسة للحرب التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة واستمرت لمدة 22 يومًا، وأطلقت إسرائيل على العدوان العسكرى الواسع الذى بدأته يوم 27 ديسمبر 2008، مسمى "الرصاص المصبوب"، بينما أطلقت عليه حماس اسم "حرب الفرقان".

وأظهرت تقارير دولية أن الجيش الإسرائيلى ألقى فى الحرب قرابة "مليون" كيلوجرام من المتفجرات على قطاع غزة، وتسببت الحرب فى مقتل 1436 فلسطينيًا بينهم 213 امرأة، و412 طفلاً ونحو100 مسن، حسب مؤسسة "توثيق" التى أسستها الحكومة فى غزة التى تديرها حركة حماس، لتوثيق "الجرائم الإسرائيلية خلال الحرب.

وأسفرت عن إصابة أكثر من 5400 نصفهم من النساء والأطفال، وبينهم أكثر من 400 إصابة خطيرة، وأباد الجيش الإسرائيلى أسرًا فلسطينية بصورة شبه كاملة، كما جرى مع عائلة "السموني" التى تسكن حى الزيتون، حيث تم إعدام 29 من أفرادها بدم بارد، أو كما جرى مع عائلة القيادى فى حركة حماس، نزار ريان، حيث قتلته مع زوجاته الأربع، و12 من أطفاله.

وكان من المجازر اللافتة خلال الحرب، قصف الطائرات الإسرائيلية لبيت عائلة الداية، شرق غزة، وقتل "25" فردًا من أفرادها أصغرهم رضيع لم يتجاوز عمره ستة أشهر.

ولم تسلم المساجد من الغارات الإسرائيلية، حيث هدمت الطائرات العسكرية عشرات المساجد بشكل مباشر، بعضها كان على رءوس المصلين، كما جرى فى مسجد الشهيد إبراهيم المقادمة، وهو ما أدى لمقتل 11 مصليًا، كما قصفت مسجد عماد عقل فى مخيم جباليًا شمال غزة، ما أدى لمقتل 5 شقيقات، من عائلة "بعلوشة"، المجاورة للمسجد.

وتقول مؤسسة "توثيق"، إن إسرائيل قصفت 100 مسجد خلال الحرب، منها 45 مسجدًا تم تدميرها بشكل كلى و55 دمّر بشكل جزئى.

ومن الجرائم الإسرائيلية البارزة، استهداف المدفعية الإسرائيلية لمدرسة الفاخورة شمال غزة والتى اكتظت بالمدنيين الفلسطينيين الذين لجأوا إليها بعد نزوحهم من منازلهم فى المناطق "الساخنة"، بـ"ثلاثة قذائف"، راح ضحيتها ما يزيد على 46 قتيلاً غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وهدم الاحتلال الإسرائيلى فى هذه الحرب ما يزيد على 4100 مسكن بشكل كلى، و17000 بيت بشكل جزئى، وبلغت خسائر الحرب الاقتصادية فى قطاع غزة أكثر من "مليار" دولار أمريكى، حسب لجنة "توثيق".

وقد خلفت الحرب مآسٍ إنسانية مروعة، ما تزال ذكراها تؤلم سكان غزة، حيث استخدمت إسرائيل إلى جانب القوة العسكرية المفرطة، حربا نفسية ضارية.

ومن أساليب تلك الحرب، اتصالات عشوائية نفذتها المخابرات الإسرائيلية على هواتف السكان، تطلب منهم إخلاء منازلهم تمهيدًا لقصفها.

وهدفت إسرائيل من الحرب إسقاط حكم حركة حماس فى قطاع غزة، وهو الأمر الذى لم تتمكن من تحقيقه.وانتهت الحرب يوم 22 يناير، بوقف إطلاق نار من جانب واحد من قبل إسرائيل.



أكثر...