قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن تدهور الأوضاع فى قطاع غزة منذ أن قامت مصر بإغلاق أنفاق التهريب، قد أضعفت حركة حماس، وجعلها تتطلع لرأب الصدع مع منافستها فتح.

وتحدثت الصحيفة عن الوضع حاليا فى غزة، وقالت إنه فى حين كانت الحياة صعبة فى القطاع على مدار سنوات، لكن الأشهر الأخيرة شهدت مزيدا من التدهور، حيث تعمل الكهرباء لثمانية ساعات فى اليوم فقط وربما أقل، وارتفعت الأسعار، وغرقت الشوارع فى مياه الصرف الصحى عدة مرات، وارتفعت معدلات البطالة لتصل إلى 43% بعدما كنت 23% فى النصف الأول من العام الماضى.

ونقلت الصحيفة عن أحد سكان القطاع قوله "أعتقد أن الحيوانات فى الخارج تعيش حياة أفضل منا، ولا يعنينى إذا كانت حماس تحكم أو فتح، فما أريده هو مستقبل مشرق لأطفالى".. وأضاف أن الحكومة فى القطاع لا تهتم، والدول العربية والأجنبية الأخرى لا تفعل شيئا لإنهاء معاناتهم.

وتقول ساينس مونيتور، إن هذا التدهور يأتى بينما تجد حماس نفسها محاصرة بشدة بين مصر وإسرائيل، اللتان تعرضتا لضربات من الجماعات الإرهابية التى تعمل فى سيناء، وتحسن التعاون العسكرى بينهما فى الأشهر الأخيرة لمعالجة هذا التهديد المشترك. وفى ظل الحملة التى تقوم بها مصر وإسرائيل على الروابط التى تصل الإرهابيين فى غزة وسيناء، فإن حالة الإحباط من الأوضاع التى تزداد سوءا فى القطاع الساحلى المزدحم بالسكان ربما يغلى بشكل أكبر، ليمثل تهديدا إضافيا لحماس وجيرانها.

ونقلت الصحيفة عن محرر شئون الدفاع الإسرائيلية عاموس هارئل قوله، إن المصريين يتحملون اللوم، لكن إسرائيل لا تستطيع أن تدفن رأسها فى الرمال، لأن العواقب ستكون عليها أيضا، وربما يكون هناك امتداد من الإحباط المتزايد من الفلسطينيين. ويحذر هارئل من احتمالات انفجار الوضع، قائلا إنه يعتقد أن هناك مؤشرات على أن هذا هو الاتجاه الذى تسير فيه الأمور، فالأمر لم يعد يقتصر على إطلاق صاروخ فى اليوم على إسرائيل.

وتمضى الصحيفة قائلة، إن الأمر لا يسبب فقط توترا مع إسرائيل، بل إنه يكثف أيضا الضغوط على حكومة حماس. فبعد سبع سنوات من الإطاحة بفتح من قطاع غزة، تجد حماس نفسها فى وضع أضعف بكثير من محادثات المصالحة.

ويقول مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر فى غزة، إن الغضب من حماس يزداد، وهو ما يدفع الحركة إلى إعادة التفكير فى سياستها الحالية إزاء الفلسطينيين. وكانت حماس قد أطلقت الأسبوع الماضى سراح سبعة من نشطاء فتح من السجون فى محاولة يقول قيادات عنها أن هدفها خلق مناخ أفضل للمصالحة. وأعلن رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية أيضا أن الحكومة ستسمح لأعضاء فتح بالعودة إلى غزة.

ويعلق النائب عن حركة فتح فى غزة فيصل أبو شلحة على ذلك قائلا، إن مثل هذه الخطوات طيبة ومرحب بها، لكن هناك اتفاقا قبلناه ووقعناه، لذا أدعو حماس إلى البدء فى تطبيقه.

ويشمل الاتفاق الاعتراف برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كرئيس حكومة مؤقت لحكومة وحدة وطنية، تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى غضون 90 يوما من تشكيلها.

ويقول أبو سعدة، إن حماس فى الماضى كان لديها قوة للمناورة وفرض شروطها للوصول إلى اتفاق المصالحة، لكنها الآن ستضطر إلى قبول أى مقترح وتقديم تنازلات كانت تعتبرها فى الماضى خطا أحمر.


للمزيد من الأخبار العربية..

صحيفة سودانية: رفض سلفاكير إطلاق سراح المعتقلين سبب إلغاء "الإيجاد"

رئيس الاتحاد السويسرى: مستعدون لتقديم الدعم الدبلوماسى لإنقاذ سوريا

إسرائيل: قيادى بالجبهة الشعبية مسئول عن إطلاق القذائف الصاروخية



أكثر...