نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تحقيقا عن تجارة تايلاند فى جوازات السفر المزورة، والتى تفيد عصابات الجريمة حول العالم وتستخدم فى عمليات الاتجار بالبشر والإرهاب.

ويأتى تسليط الضوء على مسألة جوازات السفر المزورة، بعدما كشفت التحقيقات الأولية عن أن اثنين من ركاب الطائرة الماليزية المفقودة منذ الجمعة الماضية قد استخدموا جوازات سفر مزورة.

وتقول الصحيفة إنه لا يوجد دليل على أن الطائرة التى كانت متجة من كوالالمبور إلى الصين ضحية هجوم إرهابى، إلا أن الأنباء التى ترددت عن أن اثنين من راكبيها لحقا بها باستخدام جوازات سفر مسروقة فى تايلاند، أحدهما يخص إيطالى فقد جوازه فى أغسطس الماضى، والآخر لنمساوى فقد جوازه قبل 18 شهرا، تركز الانتباه على التجارة المزدهرة فى تايلاند فى جوازات السفر المسروقة والمزورة.

وتوضح الصحيفة أن بعض هذه الجوازات سقط فى يد إرهابيين. وتحدثت عن حادثة تعود إلى نوفمبر 2010 عندما تم احتجاز باكستانى يدعى محمد أثير أو تونى بوت مع صديقته التايلاندية وهما يعبران إلى لاوس من شمال شرق تايلاند.. وبعدها بيوم احتجزت السلطات التايلاندية باكستانى آخر يدعى زينان عزام بوت فى بانكوك. وفى نفس الوقت تقريبا، وفى أسبانيا، كانت الشرطة الأسبانية تداهم سلسلة من العناوين فى برشلونة وألقت القبض على ستة باكستانيين ونيجرى. وكان الهجوم ثمرة عملية مشتركة بين المسئولين فى أسبانيا وتايلاند مع اكتشاف أن عضو مشتبه به فى الخلية الإرهابية التابعة للقاعدة والمسئولة عن عدة هجمات فى مدريد من بينها تفجير القطار عام 2011 والذى أدى إلى مقتل 91 شخص، كان يسافر بجواز مزور.

وتمضى الصحيفة فى القول بأن العصابات تستهدف تايلاند بشكل أساسى للحصول على جوازات السفر المزورة بسبب العديد الكبير من السائحين الأوروبيين والأمريكيين والأستراليين الذين يزورونها للسياحة كل عام.، لكن حسبما يقول مسئول تايلاندى، فإن هناك سببا آخر يتعلق بسهولة دخول البلاد ومغادرتها ويقول المسئول إنه من الممكن التفاوض معه بعض مسئولى تطبيق القانون والأهم أن بعض المسئولين المحليين لا يرون أن تزوير جوازات السفر الأجنبية جريمة خطيرة للغاية.

وتشير الجارديان إلى أن تجارة الجوازات المزورة بدأت فى تايلاند فى الثمانينيات عندما استخدمت العصابات الإجرامية العاملين بالفنادق والمرشدين السياحيين والعاملين فى السياحة الجنسية لسرقة ليس فقط شيكات السائحين ولكن أيضا جوازاتهم والتى بدونها لا يمكن صرف الشيكات. ومع بدء استخدام بطاقات الائتمان، استخدمت العصابات الخبرة التى اكتسبتها فى التقنيات المتطورة لتزوير الوثائق لتصبح مقدمة خدمات كاملة فى التزوير واستيراد الجوازات ورخص القيادة وبطاقات الهوية من الخارج، وتزويرهم وبيعهم لمن يستعد للدفع.

وفى عام 2012، نجحت السلطات فى تايلاند فى القضاء على عصابات تزوير كبرى، اتهمت بإصدار 3 آلاف جواز سفر وتأشيرات مزورة خلال خمس سنوات، وبينهما جوازين استخدمهما إيرانيين تمت إدانتهما بتنفيذ هجمات إرهابية فى بانكوك استهدف دبلوماسيين إسرائيليين عام 2012.



أكثر...