كشفت تقارير لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى، عن خروج عميل القاعدة "محمد زمار" من محبسه فى أحد سجون سوريا منذ الثانى من شهر مارس الجارى، وهو المسئول عن تجنيد الطيارين الذين نفذوا هجمات الحادى عشر من سبتمبر فى الولايات المتحدة.

وقال "زياد بنيامين" مراسل راديو سوا الأمريكى فى واشنطن، إن لديه معلومات مؤكدة حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أن "زمار" كان قد ألقى القبض عليه فى المغرب أواخر عام 2001، وزعم أن إخلاء سبيله من السجون السورية جاء فى إطار صفقة مبادلة بين النظام السورى وأسرى عسكريين سوريين كانوا قد وقعوا فى قبضة الميليشيات المقاتلة فى سوريا، وأن هذه الميلشيات تتبع فصيل أحرار الشام وجبهة النصرة التى تعد ذراع القاعدة العامل الآن فى داخل سوريا.

انضم الزمار إلى ساحة العمل الجهادى فى الثمانينيات، وتفيد تقارير المخابرات الأمريكية "سى أى إيه" أنه سافر إلى أفغانستان وقاتل فى صفوف القاعدة حتى عام 1991 وفى عام 1995 سافر إلى البوسنة، حيث حمل السلاح هناك حتى عام 2000 عندما انتقل آنذاك إلى العمل فى ألمانيا متعاونا بشكل وثيق مع عنصر القاعدة المعروف باسم مأمون دركازانلى خطيب وإمام مسجد القدس فى هامبورج الذى أغلقته السلطات الألمانية فى وقت لاحق للاشتباه فى نشاط القائمين عليه.

وبدءا من مارس 1999، رصدت المخابرات الأمريكية وجود صلات بين الزمار والدركازانلى مع المدعو "مروان الشيهى" الطالب فى إحدى الجامعات الألمانية والذى تبين لاحقا أن هو نفس الشخص الذى قام باختطاف إحدى الطائرات التى استخدمت فى استهداف برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك ومقر البنتاجون فى 11 سبتمبر 2001 إلى جانب ثلاثة من الشباب الآخرين، وتبين لمكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى أن خاطفى الطائرات الأربعة كان الزمار هو قاسم الاتصال المشترك بينهم باعتباره "مسئول التجنيد" الذى أوكلت القاعدة إليه مسئولية التعامل معهم وهو ما عرف لاحقا بخلية هامبورج، وذلك إلى جانب قيامه بتجنيد رمزى بن الشيبة إلى أن تم اعتقال الزمار فى المغرب عام 2001 فى عملية نفذتها الاستخبارات الأمريكية الخارجية "سى اى ايه".

وكشفت عمليات استجواب "محمد زمار" عن قيامه بدور نشط فى تجنيد الانتحاريين من عناصر القاعدة بهدف تنفيذ هجمات فى عدد من المدن الأوروبية بنفس أسلوب تنفيذ هجمات مومباى فى الهند، تنفيذا لتعليمات أسامة بن لادن وهى العمليات التى تم إحباطها بعد كشف أجهزة المخابرات الغربية لها وإغلاقها لمسجد طيبة فى ألمانيا الذى كان الزمار يقوم بعمليات التجنيد فيه، وبتاريخ 17 ديسمبر 2013 تولى عنصر القاعدة المعروف كوديا بالاسم أبوخالد السورى مهمة تأسيس وقيادة قوات حرار الشام وطبقا لمصادر المخابرات الأمريكية لقى السورى مصرعه فى عملية انتحارية، وكان ذلك فى نهاية فبراير الماضى.



أكثر...