قال الدكتور وائل صفوت عبد المجيد المسئول العلمى للاتحاد النوعى لمكافحة أمراض الرئة، إن عددا من الجمعيات فى مصر الهادفة لمكافحة التدخين وأمراض الرئة، انضمت لحملة مكافحة التدخين- التى بدأتها أكثر من 5 منظمات دولية - لمواجهة الخطة التسويقية لإحدى شركات صناعة التبغ العملاقة، والتى تستهدف فيها الشباب عن طريق استخدام آليات وطرق ورسائل تدعوهم فيها للتمتع بالحياة، وامتلاك القرار المناسب قبل فوات الآوان، والذى يفتح لهم - حسب الحملة التسويقية - أبواب الحب والمغامرة والرجولة والنجاح.

وقال الدكتور وائل وبصفته أيضا عضو التحالف الدولى للرعاية الصحية والمستشار الإقليمى للتوعية الصحية، ومكافحة التدخين، فى تقرير أصدره الاتحاد، إنه انضم أيضا عدد من الجمعيات فى مصر إلى هذه الحملة الدولية، وبدأت فى رصد طرق وآليات شركة "فيليب موريس" لتسويق منتجاتها فى مصر، وخاصة أن مصر لديها قانون بمنع الإعلان المباشر عن منتجات التبغ.

وأشار إلى أنه تلجأ شركات التبغ فى مصر إلى طرق غير مباشرة مثل التوجه إلى الشباب عبر الإنترنت، وفى المقاهى وإعطاؤهم منتجات تبغ هدية بدعوى تجربتها ومساعدتهم على اتخاذ القرار، ويستخدمون فى هذه الحملات الشباب والفتيات.

وأفاد أن حملة مواجهة شركة التبغ بدأت فى ألمانيا العام الماضى عقب إصدار محكمة قضائية هناك حكما بمنع الحملات التسويقية لشركات التبغ، لأنها تستهدف الشباب وكذلك اتخذت بعض الدول مثل البرازيل خطوات مماثلة.

ولفت إلى أنه فى الفترة الراهنة بدأت شركة التبغ العملاقة حملات فى بلدان مختلفة من دول العالم، ومنها مصر لجنى الأرباح وإغراء الشباب بالدخول فى تجربة التدخين ثم إدمانه.

وأوضح الدكتور وائل صفوت، أنه بعد عملية الرصد تنوى الهيئات والجمعيات المصرية باتخاذ موقف أكثر صرامة والضغط على شركات التبغ بإيقاف حملاتها التى تستهدف الشباب تماما، وتطالب الدولة بالتصدى لمثل هذه الحملات التى تضرب صحة وعقل وإرادة الشباب فى مصر، والذين تعتمد عليهم مصر فى تقدمها ورفعتها.

وأشار صفوت إلى التقرير الحديث الصادر فى واشنطن، الذى يؤكد أن شركة فيليب موريس العالمية تطلق حملة عالمية للترويج لتدخين منتج المارلبورو بين المراهقين، حيث أكد التقرير أن شركة فيليب موريس العالمية أطلقت حملة تسويق شرسة فى أكثر من 50 دولة لمنتجها الأكثر بيعا مارلبورو، بالرغم من الشواهد التى أشارت إليها إحدى المحاكم الألمانية، والتى تفيد أن شركة التبغ تستهدف بهذه الحملة الشباب، وهذا ما أكدته شكاوى فى دول عديدة طبقا لتقرير أصدرته اليوم ستة منظمات دولية معنية بالصحة العامة.

وأشار إلى أن الحملة العالمية بدأت فى ألمانيا عام 2011، وتربط تدخين مارلبورو بأسلوب حياة جذاب للشباب فى التحدى والمغامرة، والتحرر وتستخدم رسالة لا تكون يمكن أن أكون، ولكن كن مارلبورو.. وتظهر صور لشباب يحتفلون ويمرحون ويحبون ويلعبون الموسيقى ويمارسون رياضات مثل التزلج وتسلق الجبال.. والحملة تقول للشباب "ربما تقع فى الحب، أو ربما لا تكون مدعو لحفلة، ولكن عليهم أن يجدوا أنفسهم ويقرروا أن يكونوا بتدخينهم مارلبورو".

وأفاد بأن إحدى المحاكم الألمانية قررت فى أكتوبر 2013 منع هذه الحملة، حيث وجدت بما لا يدع مجالا للشك أنها شجعت شبابا فى سن الـ14 عاما على خرق القانون الألمانى لمكافحة التدخين بمنع الإعلان، وأن الدعاية تستهدف نشر روح المغامرة وهذا يستهوى الشباب.. وأعلنت الشركة أنها ستواجه الحكم، ولكن الحظر سيظل ساريا.. وقد ظهرت شكاوى مماثلة بأن الحملة تستهدف الشاب فى كل من البرازيل وكولومبيا وسويسرا.

التقرير الجديد وعنوانه "أنت المستهدف أصدرته حملة أطفال بدون تبغ وتحالف مكافحة تعاطى التبغ وتحالف مكافحة التبغ ومسئولية الشركات الدولية، وتحالف الاتفاقية الإطارية وجمعية قلب بين الأمريكتين وتحالف جنوب شرق آسيا لمكافحة التبغ".

ويطالب التقرير شركة فيليب موريس أكبر شركات التبغ الخاصة وتقع فى الولايات المتحدة، بأن توقف فورا حملة كن مارلبورو.. وأيضا يطالب التقرير أن تقوم الحكومات بتطبيق منع وحظر كامل وشامل على الإعلان، والترويج والرعاية لمنتجات التبغ تطبيقا للاتفاقية الدولية الإطارية لمكافحة التبغ والتى وقعت عليها 177 دولة حتى تاريخه.

وعلى الرغم من قرار المحكمة الألمانية بإيقاف ومنع حملة "كن مارلبورو"، فما زالت شركة فيليب موريس تتبنى الحملة عالميا وحتى فى مصرالتى يموت بسبب فيها 170 ألف شخص سنويا بسبب التدخين.. والحملة أيضا مستمرة فى عدد من الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، والتى تعانى من ارتفاع معدل التدخين، وبالتالى ارتفاع فى معدل الأمراض الخطيرة والوفيات.. من هذه الدول الأرجنتين والبرازيل والصين وكولومبيا وإندونسيا والفلبين وروسيا والسعودية وأوكرانيا.

ويقول د.هانى راجى استشارى القلب بالمعهد القومى للقلب، إن هذه الحملة حملة غير أخلاقية لاستهداف الشباب.. والآن أصبحنا نرى كثيرا من حالات القلب والجلطات بين الشباب بسبب التدخين.. يجب على شركات التبغ إيقاف هذه الحملة لأنها غير أخلاقية وعلى الجهات المسئولة مواجهة هذه الحملات، وتطبيق حظر شامل على الإعلان والترويج لمنتجات التبغ.

وأشار إلى أن الصور والأفكار المستخدمة فى حملة "كن مارلبورو" تؤكد ما تم معرفته بأن شركات التبغ ومنها الشركة المنتجة لمارلبورو لديها خطط تسويقية تستهدف الأطفال. والحملة الجديدة ابتكرتها وكالة ليو بيرنت وهى الجهة التى قامت بحملة رجل مارلبورو فى السابق، وجعلت من مارلبورو منتج تبغ معروف ومتقبل بين الشباب.

يذكر أن شركات التبغ تنفق المليارات من الدولارات سنويا للترويج لمنتجاتها القاتلة تستهدف الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل التى يعيش بها 80 فى المائة من المدخنين حول العالم.. وكثير من هذه الدول لديها قوانين ضعيفة لمكافحة التدخين بما يسمح لشركات التبغ للتسويق بشدة لمنتجاتها بين الأطفال.. شركة فيليب موريس وحدها قامت بصرف 7 مليارات دولار على التسويق فى سنة 2012.

ويذكر أيضا أن التبغ يقتل ستة ملايين شخص سنويا حول العالم.. ومن المقدر أن يبلغ عدد الوفيات بسببه حوالى مليار شخص خلال هذا القرن إذا استمرت معدلات التعاطى كما هى.



أكثر...