يحتاج الاتحاد الأوروبى الذى تعرض لسخرية موسكو إلى فرض عقوبات أشد كثيرا بخصوص القرم لحمل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على أخذها مأخذ الجد، لكن قدرته على الاتفاق على مثل هذه العقوبات محدودة وقد يكون الوصول إلى إجماع عليها متعذرًا أصلا.
واتسم رد موسكو بالاستهانة بالمرحلة الأولى من عقوبات الاتحاد الأوروبى المتمثلة فى حظر سفر 13 مسئولا روسيا، وثمانية مسئولين من القرم إلى دولة وتجميد أصولهم فيها، وسخر نائب رئيس الوزراء ديمترى روجوزين فى موقع تويتر من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة واصفا خطواتهما بالضعف وقلة الشأن.

ويتفق بعض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى صمت مع هذا التقدير ويشعرون بالإحباط، وكانوا يريدون عقوبات أشد تأثيرًا، لكن فرض العقوبات فى الاتحاد الأوروبى يتطلب الإجماع، ومن ثم فأى إجراءات لا يمكن أن تتجاوز ما تسمح به الدولة صاحبة القدر الأكبر من التحفظات.

ومن بين الدول المتشككة النمسا التى قال مستشارها فيرنر فايمان "العقوبات لا تحل المشاكل، الحل غير ممكن إلا بالتفاوض ويجتمع زعماء الاتحاد الأوروبى فى بروكسل يوم الخميس، حيث سيناقشون توسيع العقوبات التى تهدف إلى وقف عملية ضم القرم إلى روسيا بإضافة أسماء جديدة إلى قائمة حظر السفر وتجميد الأصول قد تتضمن بعض أقطاب المال أو المقربين إلى بوتين ويلقى تصعيد العقوبات مقاومة شديدة.

وفى مأدبة غداء أقيمت قبل فرض المرحلة الأولى من العقوبات يوم الاثنين ببضعة أيام حذر أحد سفراء الاتحاد الأوروبى من التحرك أسرع، مما ينبغى أو بقوة أكبر مما ينبغى فى التصدى لموسكو.

وقال "لا نريد أن ينتهى بنا الأمر إلى تصعيد لا نعرف إلى أين سيأخذنا" مضيفا أن الحال يجرى دائما على هذا المنوال إذ ما أن تبدأ الخطوة الأولى فى فرض عقوبات حتى ترتفع الأصوات التى تطالب بفرض المزيد من الإجراءات الأشد تأثيرا لزيادة الضغط.



أكثر...