ذكرت صحيفة العرب اللندنية نقلا عن مصادر سعودية، أن الأنظار فى الرياض متجهة إلى زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما المقررة ليوم الجمعة، وإن الأوساط السياسية تتوقع أن تكسر هذه الزيارة حالة التردد التى تعيشها الدبلوماسية الأمريكية تجاه قضايا الشرق الأوسط وخاصة الملف السورى.

وذكرت المصادر، أن المسئولين السعوديين لا ينتظرون من أوباما مجاملات أو تطييب خاطر على تصريحات سابقة، بل موقفا واضحا تجاه الملف السورى، مثلما عبّر عن ذلك ولى العهد السعودى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمس فى كلمته أمام قمة الكويت.

وأكد الأمير سلمان أمام القمة، أن "المأزق السورى يتطلب تغيير ميزان القوة على الأرض"، متهما المجتمع الدولى بخداع المعارضة السورية.

ونقلت الصحيفة عن مراقبون سعوديون رأوا أن أوباما لن يجد ما يبرر به حالة الصمت والترقب تجاه القصف اليومى بالبراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين وتشريد الملايين من مدنهم وقراهم باتجاه دول الجوار.

وأضاف المراقبون أن الإدارة الأميركية راهنت على الحل السياسى من بوابة جنيف2 رغم أن أصدقاءها بالمنطقة، وخاصة السعودية، أكدوا لها أن بشار الأسد لن يقبل بحل سياسى إلا تحت الضغط، ما يستدعى تسليح المعارضة بأسلحة متطورة قادرة على إحداث التوازن العسكرى على الأرض.

يذكر أنه لم تتحمس الولايات المتحدة لتسليح المعارضة السورية خوفا من وصول تلك الأسلحة إلى مجموعات متشددة مقربة من تنظيم "القاعدة"، لكن النتيجة ساهمت فى إضعاف المعارضة وتقوية الأسد على الأرض دون أن تحدّ من حصول المجموعات المتشددة على الأسلحة والتمويل.

ونقلت الصحيفة عن مسئولون خليجيون رأوا إن ثمة إحساسا بأن تعميق الدور الأمريكى فى الأزمة السورية قد يصبح ممكنا بمرور الوقت واستشهدوا فى ذلك بالإحباط الذى تشعر به واشنطن لبطء الأسد فى تسليم أسلحته الكيميائية وذلك رغم أن حكومة أوباما أوضحت أنها لن تتدخل عسكريا.

ويتوقع خبراء ومحللون أن يكون موقف أوباما من دعم المعارضة بالأسلحة مُحددا فى نجاح الزيارة من عدمه، وكذلك فى إرضاء حلفائه الخليجيين وطمأنتهم.

وكانت الخلافات بين واشنطن والرياض تفاقمت حول السياسة فى الشرق الأوسط فى العام الماضى عندما عملت الولايات المتحدة على تخفيف العقوبات على إيران، كما تراجعت عن توجيه ضربات جوية لسوريا التى تربطها بطهران علاقات وثيقة. وتوقع المراقبون أن تكون الزيارة فرصة كى يعترف أوباما بأن موقفه من إيران كان خطأ وجب تداركه سريعا، وكذلك فى ملفات أخرى مثل الموقف من التغيير الذى جرى فى مصر وبالفشل فى حلحلة عملية السلام فى الشرق الأوسط، وأن هذا الاعتراف خطوة ضرورية لطمأنة القيادة السعودية.

لكنّ المراقبين يعتبرون أن الخلافات بين واشنطن وحليفها الرئيسى بالمنطقة، لن تقف أمام التوافق حول سبل التعاطى مع قضايا المنطقة وخاصة قضية الإرهاب.



أكثر...