فى العام 1948م أراد كبير الخطاطين فى مصر أن يهدى فاروق الأول، ملك مصر والسودان آن ذاك، هدية.. وحتى تليق بمقام جلالته وقتها، استغرق منه إعدادها 6 أشهر بالتمام والكمال حتى انتهى من كتابة القرآن الكريم كاملاً على لوحة ورقية صغيرة، لا تزيد مساحته على 30 سم فى 50 سم.

سطر وحيد يمكن للعين المجردة أن تفك شفرة حروفه فى أعلى اللوحة كتب عليه: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. (إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين) صدق الله العظيم"

بينما يصعب أن تقرأ حتى بالعدسة المكبرة باقى الكلمات التى لا تزال طريقة كتابتها سر رحل مع صاحبه الخطاط "محمد إبراهيم".

فى آخر الورقة سطر آخر يمكن للعدسة المكبرة أن تجعله مقروء، سطر فيه الخطاط عبارات إهدائه: "بعناية الله وفى حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان ابن الملك فؤاد الأول بن الخديوى إسماعيل بن إبراهيم الفاتح بن محمد على الكبير رأس الأسرة العلوية المالكة كُتب هذا القرآن الشريف للمرة الثالثة على هذا الوضع.. الأستاذ محمد إبراهيم مؤمن مدير مدرسة تحسين الخطوط بمدينة الإسكندرية، استغرق كتابته وزخرفته 6 أشهر وقدم فى عام 1367هـ - 1948م".

محطات كثيرة توقف فيها هذا الإطار متنقلاً من تزيين جدار إلى آخر ويحكى تفاصيل هذه الرحلة "جورج عدلى"، صاحب جاليرى فانوس فى الزمالك المالك الحالى للإطار لـ"اليوم السابع"، قائلاً: "بعد ما الخطاط محمد إبراهيم أهدى القرآن الكريم للملك فاروق أهداه الملك بدوره لطبيب العائلة، بعد ما أجرى جراحة ناجحة لأحد أفراد الأسرة، أعتقد أنها عملية ولادة حسب القصة التى وصلتنى، وطبيبه أعطاه لابنه، وهو أحد الأطباء القاطنين فى حى الزمالك، اشتريته منه".

كانت هذه هى المحطة الأخيرة لهدية الخطاط، حيث استقرت إلى جوار قطع أخرى من الأنتيكة التى تحمل فى جعبتها قصص لا تنتهى.



أكثر...