قالت: لما آراكى تتمردين
قلت: على من
قالت: على من تعشقين
على من كان يجلس واجما
ولا يشرق إلا حينما تأتين
ينظر إليك فرحاً منبهرا
أيان ما كان ما تقولين
لا يجد نفسه إلا معك
يفرغ إليك بمحتوى صدره
ويطع عقل قلبك أينما ترشدين
يذهب آمنا.. حيثما تشائين
قلت: لا أعلم عمن تتحدثين
قالت: كلا وألف كلا.. بل تعلمين
فأسهبت.. أحدث نفسى لوهلة
وانتبهت لها.. ليس الأمر كما تعتقدين
قالت: أحقا.. فلِما السرحان ودمعة العين
أنى لم أره مع أحد كما كان معك
والآن أراكم شقين متباعدين
وإن كان باسما أو ضاحكا فهو جداً حزين
كسر فيه أمل واختصر الكون فى عمل المنهمكين
أراه يتمناكى ويخاف جرح غائر لعين
قلت: أرجوكى كفى أنت لا تدرين
قالت: أفصحى عما يسكن القلب الدفين
قلت: نعم أحببته كما لم أحب قبلا ولسنين
وتمنيت رضاه وسعيت لأبعد ما تتخيلين
ورضيت إهمالا واستنكارا وعتابا وقليل المحبين
وتفهمت كل ما يمكن أن تتوقعين
وأعزى نفسى يحبنى أنا فما بالى بالآخرين
وإن أثار غيرتى أصبر بغصة وأبتسم للكائدين
يوجعنى ألمه يشغلنى سره لا أرى غيره فى العالمين
أخاف عليه خوفا أم انتظرت الحمل عمر الداعين
وكسرت ألف مرة وكم عاتبت نفسى لما تترضين
وأجابت: أحبه ولن أكون لغيره مهما تترجين
وكان لها ما شاءت.. حتى طعنت من الصمت بسكين
قالت: أحقا فعل.
قلت: وكان أكثر الطاعنين
قالت: كيف وحاله بعدك منعزل كالمنكسرين
قلت: هكذا حال من يأمن صمت المجروحين
ظن أن احتمالى عدم المقدرة وليس قمة القادرين
وجاءت إلى نفسى بوليد قلبها لمحراب التائبين
اقتص الوجع منها حتى الرضا بأجر الصابرين
ودعتنى أن سامحنى أرهقتك على بوابة المنتحبين
وقلت.
أشفق عليه كلما أراه فى كل حين
أودّ لو أمحى كل ما به بابتسامة المسامحين
وبنظرة عين حنونه استقبله استقبال الفاتحين
وأهديه اهتمامى وغرامى وأنعم بعشق كالمراهقين
فله بداخلى مكانة عمر قضى بعشقه كالمجانين
وأتمنى أحيانا كثر أن يأتينى غاضبا معاتبا بحنين
وأن يقرر ألا بعد... ويراضينى حتى وإن ذاق الأمرين
وإن أعناقه حتى يغتال العشق فى.. آلام العاشقين
وأعود لأرض واقع.. أراه متخاذلا ينتظر قدومى كالمترجين
وإن فعلت لأقتص منى بآلامه حتى أوجاع المنفطرين
عفوا لم أعد أهوى وجعى
أريد حياة كبقية البشر.. من بالمودة ساكنين
أريد رجلا يعشقنى كما أنا لا كمن هن ولا يكن على من المتحولين
أريد رجلا احتمى بداخله.. ويحوطنى برفقة وأمان حصين
تلك معه قصتى فأخبرنى ما أفعل.. كونى لى من الناصحين
قالت: وماذا أقول لمن
بعقلك ورحمة قلبك ومودة عطائك فليكن لكى فيهم.. ثقة اليقين



أكثر...